الرئيسية / كتاب الموقع / فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ

الأستاذ الدكتور ناصر نايف البزور
حَضَرَت إلى مكتبي ظُهرَ أمس بعضُ الطالباتِ اللائي لا أعرف أحداً مِنهُنَّ قَطّ…🤔 وَقد طَرَقنَ الباب ووقفنَ بالباب وعلى وجوههنَّ بعضُ الرهبة أو الكثير منها…🤔😄 وكانَ قد حَلَّ علينا ابني الحبيب هُمام ضَيْفاً كريماً… وكانَ يُراقبُ ما يَجري باهتمامٍ شديد…😎😎 وتقدَّمَت إحداهنُّ خُطوةً واستأذنَتني على استحياءٍ بأن تسألَ بعضَ الأسئلة بالنيابةِ عن باقي زميلاتها… فأذِنتُ لها…🤔😎
فقالت لي مُتسائلةً: “دكتور، الفصل الأول الجاي، الترجمة 2 نازلة عندك؟”🤔 فقلتُ لها: “والله، يا ابنتي، لا أعلمُ ما قد يَحدث حتّى ذلك الوقت… ولكنّي في الغالب أقوم بتدريسها”🤔 فقالت: “دكتور هي الترجمة ليش صعبة كثير عندك”🤔 فقلتُ لها: “وكيف عرفتِ أنّها صعبة”🤔 فقالت: “الطلاب بيحكوا هيك”😃🤔 فقلت لها: “أيّ طلّاب يا ابنتي”🤔 فقالت: “الطلاب في القسم…”😃🤔
وكان بإمكاني أن أعطيها جواباً قطعياً قصيراً منذ البداية… فأنا أعرفُ ما يدورُ في خَلدِ الطلبةِ وفي مُعظمِ كواليسهم…🤣😃 ولكنّني حاولتُ أن أُحاوِرَها خطوةً بخطوة لأنّني أردتُها أن تتخلَّصَ مِن تلكَ الرهبة وأردتُ أن أُعَلِّمها وزميلاتها درساً تربوياً وفكرياً يَنفعهنّ مدى الحياة…🤔😃 فقلت لها: “يا ابنتي… لو سألتِ أفضل عشرين طالباً في الدفعة ممّن درسوا الترجمة عندي، فسيقولُ لك 95% منهم أنّ المادة عند الدكتور ناصر ليست صعبة وأنّها مفيدة ومُمتعة…🤔🤔 ولكن لو سألتِ، يا ابنتي، جميعَ الطلبة الذين رَسبوا عندي، أو الطلبة الذين نجَحوا بِشقِّ الأنفس وكانوا ‘على شفير جُرفٍ هارٍ أو على الأعراف’ فسيقولون لكِ: إيّاكِ إيّاكِ أن تأخذي الترجمة عند الدكتور ناصر… الدكتور صَعب كثير و’بيرَسِّب الطلّاب’… وهذه هي طبيعة مُعظم البشر في حُكمِهم على الأشياء وإسقاط عُيوبهم على شمّاعات زائفة”🤣😃
وأضَفتُ سائِلاً ومُحاولاً تقريبَ الفِكرة: “يا ابنتي، هل أنتِ أو إحدى زميلاتك مَخطوبة….”🤔 فقالت: “لا… “🤔 فقلتُ لهنّ: “إن شاءَ اللهُ كُلّكُنَّ ستخطبن وستتزوّجن (وقد قرأتُ كسيميائيٍّ عِبارة ‘آمين… آمين… آمين’ على وجوهِهنَّ) ولكن… لو جاءَ إحداكنَّ خاطبٌ الآن… فهل ستسألُ الواحدةُ مِنكُنَّ إحدى صديقاتها الكارهات للزواج واللائي تحوَّلت حياتهنَّ الزوجية إلى جَحيم عن رأيها في الزواج أم تراها ستسأل إحدى صديقاتها الناجحات والسعيدات في حياتهنّ الزوجية…”🤔 فقالت: “لا، أكيد راح أسأل الناجحة والسعيدة….”🤔🤔
فقلتُ لها: “وهذا هو الحال في كلّ تجارب الحياة، يا ابنتي… فعندما نريدُ أن نُقدِمَ على أيّ تجربةٍ جديدةٍ فإنّّنا نسألُ الناجحين والمتميّزين عن رأيهم وعن أسباب نجاحهم وعن الصعوبات التي واجهوها وكيف قاموا بتذليلها إن كان هدفنا التميّز واللحاق بركبِ المُتميِّزين…🤔🤔 ولا يجوز أن نأخذ برأي مَن فشِلَ في تلك التجربة وأصبحَ يُبرِّر فشَله بالبحث عن ذرائع تُدين غيره ولا تُقِرُّ بتقصيرهِ الشخصي أو الفكري أو العاطفي…”🤔🤔
وهذا درسٌ لجميعِ أبنائنا الطلبة على مقاعد الدراسة وفي جميعِ مراحلِ حياتهم اللاحقة…🤔🤔 وهذه هي إحدى الرسائل القرآنية الراقية وإحدى تجلِّيات معاني قَوله تعالى: “فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ”🤔🤔 وهذه هي إحدى الرسائل القرآنية السامية وإحدى دلالات قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ…. فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَن تَعْدِلُوا”🤔🤔
ولأنَّ الشيء بالشيء يُذكَر، فقد امتحنَ عندي يومَ أمس، قبلَ هذا اللقاءِ بساعةِ واحدةٍ فقط، أربعة عشرَ طالباً في مادة الترجمة II؛ وقد حصلَ أربعةٌ مِنهم على درجة A+…🤔😎 ثلاثةٌ مِنهم لم يَدرسوا عندي قبلَ هذا الفصل… وهؤلاء الطلبة هُم:
1. Faisal Hmeid AlKhaldi: 29/30😎
2. Ahmad AlZyood: 29/30😎
3. Raed Alelaimat: 28/30😎
4. Razan AlGhanim: 28😎
وهذه العلامات في مُعدّلها وتكرارها هي نفس العلامات التي يَحصلُ عليها الطلبةُ عندي في جميعِ المُقرّرات الدراسية منذُ أن بدأتُ العملَ الجامعي قبلَ خمسةٍ وعشرين عاماً…🤔🤔 وذلك لأنّي أحرِصُ على أن تكونَ الأهدافُ والمدخلاتُ وأدواتُ التقييم والمخرجاتُ موضوعيةً ومُنضَبِطةً ومهنيّةً ومُتكامِلة بقدرِ المُستطاع…🤔🤔
وما يُهمّني بالدرجة الأولى هو تطويرُ مهارات الطلبة وإكسابهم الحصيلة المعرفية والعقلية والسلوكية والقِيَمية اللازمة لصقلِ قُدراتهم العقلية والوجدانية والأخلاقية بِما يُساعِدُهم على مُواجهة مُتطلّبات سوق العَمل وخوض غِمار ومُعتَرَك الحياة بكافّة جوانبها…🤔🤔 فمَن كانت هذه الأمور ليست مِن أولوياته، فأنا أنصَحُهُ بعدمِ التسجيل عندي حتّى لا يشعر بالضجر أو الإحباط…🤔😃
وهذا لا يعني إغفال التحصيل الأكاديمي والدراسات والعلامات…🤔🤔 فعندما يََحصلُ أربعةُ طلّابٍ مِن أصلِ أربعة عشرَ طالباً على مِثلِ هذه العلامات الرائعة جدّاً ولا يرسبُ سوى طالبٍ واحدٍ أو طالبين؛ فهذه إشارة إلى أنَّ المادة ليست صعبة وأنَّ الدكتور لا يقومُ بترسيب الطلّاب كما قد يزعمُ البعض…🤔🤔 ولذلك فلا يجوزُ لأحدٍ عندها أن يسألَ الطالبَ الذي حصلَ على 7/30🤔🤔
وينبغي أن يُلاحظ الحميعُ أنَّه ليسَ هناك بينَ هؤلاء الطلبة المتفوّقين أحَدٌ مِن عشيرة البزور (غير ابنتي رند التي حَصَلَت على 97 أو 98 في مادة الترجمة II قبلَ عام… وبالمناسبة فهناك على هذه الصفحة مجموعة من الطلبة المتميّزين الذين تخرّجوا أو الذين أوشكوا على التخرّج وكانوا قد حصلوا عندي على علامات 95-99)…😏🤔 كذلك، فليس هناك أحَدٌ مِن مدينة الرمثا (فكما ترون أسماء هؤلاء الطلبة: الخالدي، والزيود، والعليمات والغانم)… فَاسألوهم… فهؤلاء هُم أهل الذِكرِ في هذا السياق… ولستُ أنا المقصود بالعنوان…🤔😃 والأهمّ مِن كُلِّ هذا أنَّه ليس هناك أيّ إشارةٍ للتَحيّز لجنسٍ أو لونٍ أو دينٍ أو عشيرةٍ أو منطقة ليقولَ أحدٌ إفكاً أو جهلاً أنَّ الدكتور ناصر البزور عُنصريّ…🤣🤔🤔 #احسِبها_صَحّ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *