الرئيسية / كتاب الموقع / ليتني اندمج في هذا العالم 

ليتني اندمج في هذا العالم 

ليتني اندمج في هذا العالم

سليم ابو نقطة

ينصحني البعض بالانخراط في الحياة العامة, وحضور المنتديات والاجتماعات ويسوّغوا لي الفكرة قائلين ان ما يحدث في الحياة العامة ممتع ومسلٍّ وممكن أن تملئ وقتك فيه بدلا من التقوقع على نفسك.

حاولت أن اندمج بهذا العالم وجربت أن انضم الى حزبٍ ما ذات مرة، مع انني لم اقتنع بالأفكار التي يطرحها هذا الحزب أو غيره فالاحزاب لا تطرح افكاراً اصلاً. كنت اجتمع مع اشخاص كنت اظنهم أذكياء اكثر مما ينبغي لكن تبين لي انهم منتفعون … متملقون …،ومرشحو انتخابات كان حديثهم لغوا مسليا وحماسيا لا ينتج عنه شيء كان طحن للماء يعبأ في زجاجات فارغة وتغلف بشعار الحزب وبرنامجه. كانت بياناتهم سراب سرعان ما يتبدد ليتجمع سراب آخر جديد يتبدد هو أيضا .

قناعتي هي أن هذه البلد خاليه من الأحزاب وخالية من السكان أيضا بلد لا يقطنه الا النواب والمسؤولين .

لكن هناك مساحة للفرح لهذا الشعب المتورم والمنهوب يستمتع فيه بالألعاب النارية وبتشكيلة واسعة من الشعراء والمطربين وفرق سحجة وعازف ربابة وجمهور يمارس الرقص في الساحات طربا وتمايلا مع . …”ياسعد لو تشوف” لتعويض الفاقد الفاقد من الأمل المنشود

كل هذا برعاية إعلام يرغمنا على الاقتناع بانه لا داعي للقلق بعد أن يمنتج الصور ويعرضها زاهية الالوان “فُل HD ” تسهم في خفض المديونية ورفع الناتج المحلي الإجمالي.

أما أنا فدوري ابله يعكف على التجول في البلد دون هدف ، اجلس تارة في المقهى وتارة أضع كرسيا امام منزلي واجلس عليه واتفرج على المارة في الطريق بغية ان يمضي العمر ببطء ، او اعثر على شخص مُحبط مثلي فالارتقاء لا يتجلى الا عندما يلتقي شخصان من نفس الطينة. المهم اجلس أمام منزلي ، وأرى ملايين من الطفرانين مثلي ، يكفي أن استوقف أحدهم ليشاركني احباطه.

قل لي صديقي المحبط : من ستنتخب بالانتخابات القادمه؟! هل استلمت دعم الخبز هذه السنة؟! هل أجد في جيبك عشرة دنانير لآخر الشهر؟!….. جيوبنا فارغة لكن أين النقود؟ كيف حصل غيرنا على كل هذا الثراء؟..ربما حصلوا عليه بسهوله، وبرعايه رسميه.