الرئيسية / كتاب الموقع / كلام الليل يمحوه النهار

كلام الليل يمحوه النهار

بسام السلمان

هذا المثل كناية عن الوعود التي لا تُنَفَّذ، أو عن الكلام الذي يقال سواء كان جِدّا أو هزلا ثم ينكره صاحبه، وهو تعبير اصطلاحي بلاغي يقال في هذا المقام، وشاع استعماله بهذا المعنى.

دعاني صديقي المليونير الى طعام العشاء في سهرة شتوية في احد مطاعم مدينة اربد الكبرى، وبعد العشاء تناولنا العصير والقهوة ترافقها ارجيلة النعناع، وخلال السهرة حدثته عن عدد من المشاريع التي اطمح بتنفيذها، مشاريع اعلامية وثقافية وليست مشاريع اقتصادية، صديقي المليونير اعجب بالفكرة وكاد ان يطير من الفرح وقرر دعم احدى هذه الافكار وعندما حدثته بتواضع عن ان الامر يحتاج في بداية الامر الى مبلغ 5000 دينار ابتسم وقال هذا المبلغ لا يجعل من الفكرة ناحجة ولا ينشرها بالطريقة التي نفكر فيها، وقال انه سيقدم اكثر من هذا الرقم بكثير، فرحت به جدا وبطريقة تفكيره واقترحت عليه ان يكون المبلغ الذي ينوي صرفه من خلاله هو وانا يقتصر دوري كالعادة على الموضوع وطريقة تنفيذه.

المهم في الامر انضم الى مجلسنا صديقين ولم اتأخر في المكان، غادرتهم  مبكرا وفي اليوم الثاني لم يعد يرد الصديق على الهاتف او على الرسائل، كررت الامر بعد يومين وقلت في نفسي ربما يكون الظرف في المرة الاولى غير مناسب وارسلت له رسالة واتس اب الا انه لغاية كتابة هذه الاحرف لم يظهر نهائيا.

الموقع الثاني الذي دعاني لاستحضار هذا المثل هو ان صديق عزيز قال لي انه قدم لاحد الاندية مبلغ لا يقل عن 50 الف دينار دعما وللامانة فرحت جدا به وبتبرعه كون النادي يستحق ذلك الدعم، وكان ذلك الصديق قد دعا رئيس احدى السلطان على طعام دعا عليه اكابر القوم وعندما طلب منه صديق مشترك ان يدعم مسابقة الرمثا نت الرمضانية بمبلغ بسيط لا يتجاوز ال 100 دينار قال له بالحرف الواحد “هاي ما فيه اجر عند الله ، هاي رياء”.

موقف الصديق ذكرني بالموقف الثالث او الرابع او الخامس ما نشاهده من زيارات المسؤولين الى الرمثا والوعود المتكررة بالاصلاحات والدعم المالي والمعنوي واقامة المشاريع وبناء المرافق العامة كالمدارس والمراكز الصحية وووو وبعد ان يغادرنا المسؤول الذي نحتفي به احتفاء واحتفالا منقطع النظير ويطلع عليه الصباح  يغلق هاتفه وينسى كل ما وعد به في تلك الليلة.

واتوقع ومن المؤكد ان كل واحد منكم ايها الاصدقاء له موقف حصل معه وقد اكون طرف في مثل هذا الامر، يعني انا من نسي كلام الليل

ولهذا قال الشاعر ابو نواس

فقلتُ : الوعد سيّدتئ فقالت ..   كلام الليل يمحوه النهار

ملاحظة: هذا المقال من وحي الخيال، واي تشابه او تطابق بينه وبين الواقع فهو من قبل سوء الحظ، ليس لي فحسب، بل لاسماعين نفسه.

مين اسماعين؟

4 تعليقات

  1. محمد خالد بديوي

    بالمصري
    الزبدة ساحت على الصاج..
    حرارة وتعرق بعد وجبة دسمة ونفس ارجيله
    بعدها خذ كما تشاء وحين يبرد الرأس..تطير
    الفكرة وتبقى الجلسة للذكريات فقط..الحال
    هو ذاته أينما وجهت قلمك ..فساد عريض لا
    يمكن محاربته بأسلحة لم تعد فاعلة ولا تقدر
    على المواجهة..
    طبتم وطاب حرفكم الجميل
    احترامي وتقديري

  2. أردني والعمر تجاوز حدود اعمار أمة رسولنا الكريم،

    كل من يرى الناس بعين طبعه،،. يا اخي الصادق والوفي والأمين يرى الآخر مثله،،، لكن الماضي علينا لا ينسى فهو قريب وتذكر هل كان في اقاليم الشمال مليونيريه قبل عام 1985 تقريباً،، حتى على مستوى الأردن، كان لربما أشخاص لايتجاوز عددهم (،،،،) حتى تاعين الحشيش قلائل منبذين وكذلك بياعين الأراضي للعدو يذاع اسمه بالإذاعة،،
    هذه الأيام لو جرت دراسات من أين أصبح هذا وكيف اغتني ولم يدعو الله ليلة القدر ويحقق استجابت الدعاء،، أو كما قيل ان قارون كان يدعو الله تعالى بأسم ( الله الأعظم) حتى تجبر وهلك بأمر الله،، والجميع معروف ماضيه واجداده،،
    اليوم تجارات الله تعالى يعلمها،، وحوالات (مهره) محترفين اللهم ارزقنا الحلال لاغير،،

  3. اسماعين العبد الله يرحمه ويغفر له

  4. فهمي عبد العزيز

    … يا عزيزي ابو أحمد..
    .. في واقعنا مقالات ومقالات وسواليف حصيدة.. أكثر ابداعا من خيالك..؟؛
    .. والسبب ببساطة أنهم أصحاب الوعود مبدعين فنيا أكثر منك.. فقط لأننا لا نحاسبهم بل نتوسلهم ونستجديهم..!!
    … في كثير من المرات نضحك على اطفالنا.. نكذب على قدر عقولهم.. وبعدها إذا جددوا منضربهم تchفين عالرقبة.. وإذا زادوها شقطه خفيفة..؟!
    ولأن الطفل ذاكرته ذاكرة سمكة يكرر طلبه.. ونضحك عليه مرة أخرى بذاته السلوك نفسه..؟!
    .. هذا ما حدث ويحدث في الرمثا.. وسيحدث مستقبلا.. لنعاود الركض على مد بطننا والتسحيج والدبكة..؟!؟!
    ذوي النعمة المحدثة.. شبعانين.. وكل الي بيسووه برستيج سخصي لنقلب شفاهنا.. فيفخرون بأنفسهم وحركاتهم الفنية في كل مرة..!!
    وأما نحن فنمارس العادة نفسها.. البزق على لحانا.. إن صحونا.. لكننا نكرر ذاته الركض والتسحيج.. ونمسح اللحية.. فنعاود ترطيبها.. هذا نحن من ورا لورا..؟!
    على كل ما يكتبونه في الواقع أكثر ابداعا من مقالتك.. فلا تعتذر ولا توخذ على بالك… عزيزنا….؟؟؟!!!؟؟؟!!!!