الرئيسية / كتاب الموقع / الرمثا الحبيبة

الرمثا الحبيبة

بسام السلمان

نعم الرمثا حبيبة ومعشوقة، ومن لا يحب الرمثا وهي المدينة الاميز بكل شيء، وكل يغني على ليلاه، فإبن اي مدينة يحبها ويعتقد انها الاميز، وبالنسبة لي نشرت اربع روايات كانت الرمثا فيهن البطلة، وعلى رأي صديقي الكاتب المسرحي فخري مياس، المكان في كتاباتي بطلا.

واهل الرمثا دائما سباقين بكل شيء، في سفرهم وحلهم وفي ترحالهم، فقد وصلوا اوروبا بداية الاربعينات من القرن الماضي، وكانوا اول من نقل النفط شديد الانفجار بالصهاريج وقدموا الكثير من الشهداء جراء هذا الامر، وهم مميزين في علمائهم ومفكريهم وشعرائهم وكتابهم وفي فرحهم وفي حزنهم وفي غنائهم، وفي كرة القدم، عندما وصلوا عمان غيروا تاريخ الكرة ونقلوها بصورة لم تعهدها الملاعب الاردنية، سواء كان من خلال الجمهور او اللاعبين او الادارة، ولا انسى استضافتهم بصورة لم تعهد من قبل للاشقاء السوريين في بيوتهم اولا ثم اهلا لهم وجيرانا واصدقاء.

ما جعلني اكتب اليوم عن الرمثا ومبادراتها وهي كثيرة جدا، هو اجتماع تشاوري بين شيوخ ووجهاء  من جميع المحافظات حول التخفيف من تكاليف بيوت العزاء، ولهذا كانت الرمثا قبل سنوات طويلة السباقة في هذا الامر، فلقد قلصت ايام العزاء من اسبوع او اكثر الى ثلاثة ايام بما فيها يوم الدفن، وحدد وقت العزاء بعد الساعة الثالثة عصرا حتى لا يُرهق اهل الميت وذويه، ومنعت تقديم التمر الا قليلا، اما بخصوص الطعام فلقد حاول الكثير منع هذه الظاهرة والتي انتهت تقريبا لاكثر من 90% باستثناء المقتدرين ماليا والذين يرون ان ذلك اطعام عن روح الميت وصدقة عنه.

ورغم المحاولات الكثيرة والشديدة من قبل الوجهاء والمؤثرين الا اننا لم نستطع تغير عادة العزاء لدى النساء، فقد استمر الوضع على ما هو عليه سواء كان من حيث مدة تقديم العزاء او تقديم الحلويات والكباب والمعجنات او استقبال المعزيات وهن يحملن خاصة ايام الخميس الحلويات بصورة كبيرة جدا.

ملاحظة يعلمها البعض، كان العزاء في الرمثا سابقا يستمر اكثر من اسبوعين ويستمر من الفجر حتى الساعة الحادية عشر ليلا، وكان الرجال يحملون كل يوم لبيت العزاء القهوة والسكر والكعك وكان اضافة الى القهوة السادة، كان يقدم اهل المتوفي الشاي والدخان، لكن هذا الامور انتهت نهائيا ولم يعد لها وجود.

الرمثا سباقة في كل شيء حتى مهرة طلعت رمثاوية، اللهم احم شبابنا منها ومن كل من يتعامل معها.