ابو رومل.. عبد النبي دويكات

بسام السلمان

توفي رحمه الله قبل 13 عاما، ولقد حزنت عليه الحارة القبلية كلها، حارتنا بسكانها بمسجدها، مسجد علي بن ابي طالب او جامع السلمان، بشوارعها حتى الدوار المستحي حزن عليه لانه جاوره اكثر من 35 عاما يأتيه مارا باتجاه بقالته التي اطلق عليها بقالة الوطن وكنا نعرفها باسم دكانة ابو رومل ويعود الى منزله ايضا مارا من الدوار المستحي اكثر من مرة ذهابا الى الصلاة او الى تناول الفطور والغداء والعودة الى الوطن، دكان الوطن وكم كان يتمنى رحمه لو يعود الى وطنه ومسقط رأسه الحبيب في فلسطين المحتلة.

وكان رحمه الله رفيق جدي ووالدي ورفيقنا نحن في الصلاة في مسجد علي، لم يترك فرضا واحد الا وسبقنا بأبتسامته وهدوء مسيره الى المسجد، وكنت اتمنى لو اسبقه فرضا واحدا الا انه دائما سباقا للمسجد كعادته سباقا للخير، باحثا عن الاجر والثواب في كل حركة او خطوة يخطوها حتى عندما كان ينظف امام منزله فإنه كان يرجو الاجر والرحمة من الله.

عندما كنا نزوره  في العيد ونجلس معه كان يحدثنا عن فلسطين ايام زمان وعن العرب وعن كلوب باشا، فلقد كان رحمه الله يحمل ثقافة واسعة ومنه عرفت الكثير عن كلوب باشا قائد الجيش الاردني وعن الاعيبه وخدعه التي كان يمارسها على الناس الطيبن واحتياله على الجميع، وكان ابو رومل رحمه الله من الجيران الطيبين الذين لا تفارق الابتسامة وجوههم وكان صاحب كلمة هادئة تميزه عن غيره خلال الحوار معه.

اما دكانه، دكان الوطن، التي لم تكن تفارق بابها جريدة الدستور، فكانت دكانة كل شيء، لم نحتج الى اي غرض الا ووجدناه عنده وبسعر متواضع وربح بسيط، فكنا لا نتحمل عناء الذهاب الى السوق والبحث عن اي شيء نحتاج لاننا متأكدين من وجوده في دكان الوطن وبالسعر الذي يرضي الفقراء ويبسطهم.

وعلمت مؤخرا من ابنه الصديق والشاعر المهندس رومل ان والده تسلم وسام الخدمة المخلصة نظير خدمتة طويلة بلا مخالفات كان آخرها في معسكرات خو المفرق وقد عاصر حرب48 وضياع فلسطين والعدوان الثلاثي على مصر56 وحرب67 وضياع القدس وحرب لبنان 82. وحرب 1990و2003  في العراق وذكر المهندس رومل انه  قد احزنه كثيرا إحتلال العراق وقد كان يردد ارجو ان ارى نصرا للعرب قبل أن ارحل عن الدنيا ولكن سبقه أجله في  2011إلى رحمة الله تعالى.

رحم الله الجار الحبيب ” ابو رومل ” الذي ترك خلفه ارثا عظيما سواء كان بعمله الصالح وجيراته الطيبة او باولاده وبناته الصالحين والخلوقين والمتفوقين المتميزين عمليا وعلميا.