الرئيسية / كتاب الموقع / راتبي والحكومة والاحزاب

راتبي والحكومة والاحزاب

 

بسام السلمان

بعد خصم القروض والاقتطاعات من راتبي التقاعدي استلم شهريا مبلغ 150 دينار اردني فقط لا غير وفي هذا الشهر، شهر رمضان الكريم والفضيل والذين كنت كغيري من اصحاب الدخل المحدود والمديون والمسحوقين كنت اتوقع ان تمن علينا الحكومة والبنوك وتتكرم بعدم خصم القروض خاصة ان متطلبات شهر رمضان كثير ويأتي بعده العيد والذي يحتاج ايضا طلبات اكثر، المهم  جاءتني رسالة من البنك على تلفوني تخبرني ان رصيدي اصبح” 0000″ ولا ادري لما اربعة اصفار، وبعد مراجعة الاصدقاء في البنك اخبروني انني الشهر الماضي اقترضت واستدنت من البنك نفسه” كشفت راتبي ” مبلغ 150 دينار وفي هذا الحالة ليس لي عندهم اي شيء، والحمد لله استطعنا تدبير امورنا بمساعدة جميع افراد الاسرة حتى نقفز عن هذا الشهر بأقل الخسائر ولكن الديون زادت قليلا.

عندما اخبرني موظف البنك ان راتبي طار تذكرت حكومتنا الرشيدة التي ارتفع إجمالي الدين العام عليها خلال الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي بنسبة 7.5 % مقارنة مع مستواه نهاية العام قبل الماضي بحسب ما أظهرته جداول مشروع الموازنة العامة المنشور عبر موقع الدائرة الإلكتروني. وارتفعت قيمة الدين العام 2.6 مليار دينار لتصل إلى 38.44 مليارا (54.2 مليار دولار) مقارنة مع 35.76 مليار دينار نهاية العام.

وتذكرت بعض الاحزاب التي تستدين المواطنين” عن جنب وطرف ” من اجل ان تكمل العدد المطلوب منها من اجل ترخيصها ولو كان على حساب النوعية، طبعا ليس نقص ثقافة او دراية او علم، استغفر الله العظيم فكل المنتسبين للاحزاب اصحاب فكر وعقل مستنير ولكن هل القناعة موجودة، وهل اسباب الانتساب هو اقتناعهم بافكار الحزب ومبادئه ام انها واجهة وانتظار مناصب ” عِد رجالك وِرْد المي “.

قد يقول القائل “شو دخل راتبك بالحكومة وبالاحزاب” وقد يتهمني انني صرت اخلط مي وزيت، الحقيقة ان طيران راتبي ربما يكون بسبب عدم وجود الدراسة الصحيحة للاقتراض وعدم الانتباه لموعد شهر رمضان وعدم وجود دراسة جدوى اقتصادية للشهر الفضيل وهل يسمح راتبي بالاقتراض وكشف الراتب ولم احسب حساب الايام القادمة وكذلك هي الحكومة تصرف بهبل على الكماليات وشمات الهوا والسيارات الفارهة دون دراسة الايام القادمة واعتمادها فقط على الضرائب ورفع الاسعار خاصة المحروقات والتي تجبي منها مبلغ محترم، وايضا الاحزاب كل همها ان تزيد عدد منتسبيها الان ولا تنظر الى الايام القادمة هل يصمد هذا العدد خاصة عند الانتخابات؟ وهل يوصلها هؤلاء المنتسبين غير المنتمين حقا الى العتبة ونسبة الاقتراع ام انهم قد يتركونها ويتجهون الى قواعدهم العشائرية؟ وبالتالي يصبح رصيد الحزب اربعة أصفار.

راتبي طار والحكومة موازنتها طارت والاحزاب قد تطير كما طارت احزاب التسعينيات والتي كان عددها يوازي عدد الاحزاب الحالية والتي كانت تسمى باسماء قادتها.

 

 

تعليق واحد

  1. سالمه يا سلامه...

    بعدما اسهبت في الرد، قمت بحذفه لانه مع هذا النظام وهذا الشعب لا شيء يجدي. نواب الدائرة سوف يعودون من بوابة احزابها والنظام سياخذ المساعدات والمنح المرتبطة بالديموقراطية والشعب بوخذ الخازوق اللي بستاهله.