الرئيسية / كتاب الموقع / خاص بالرمثا خص نص

خاص بالرمثا خص نص

 

إسلام الفاخري

تذكرني الأيام الحالية بما يحدث في أعراس الرمثا قديماً، حالنا اليوم مثل: قايد الجاهة النموذج الذي لا يفارق عقولنا، في أعراسنا يلتقي الكبير والصغير، المتعلم والجاهل، الغني والفقير، في أعراسنا تكثر المعاتبه، المعاتبه على قد المحبة.

في أفراحنا القديمة تكثر مشاعر الصدق والحب، بعكس أفراحنا الحالية التي تكثر فيها المجاملة، في أمثالنا الحورانية نقول: (بنت العم لو بارت) …. هنا أبن العم هو الأحق بها، عادات منبوذة في وقتنا الحاضر، فيأتي المنقذ لها ويقول: (هاي بنت عالم وناس العين عليها بواحدة، الطول مثل مطرق الريحان، الذويبة والخد واحد أي شقراء، بكره بتملى الدار صبيان وبنات، شغيلة مثل الفرناحة.

أفراحنا تشبه إلى حد كبير حواراتنا مع الحكومة، هذه الحوارات تذكرني بمقولة جدتي صالحة الخمايسة المولودة سنة (1929م) عندما تقول: يا جده خليك على ملعونك لايجك اللملعن منه)، يأتي جدي جادالله ليخطب جدتي فيقف له كل من أبناء عمها ويقولون لجدي: بدنا عباءة اولاد العم…… طبعاً العباءة هنا مثل الضرائب المفروضة من أبناء العم (الحكومة) على العريس (الشعب).

أفراحنا الحورانية تشبه مواكب أصحاب المعالي والعطوفة في الرمثا، بعد عودة أهل جدتي من درعا كان بنتظارهم عدد من الشباب والفتيات وراكبي الخيول، ويستقبلونهم بأغنية وهي:

يا يما ربي مهيرتي

وأكبر وأصير خيالها

واشري لها محزم حرير

ريش النعام جلالها

……… هذه العادة تشبه طريقة أستقبالنا بربع الكذب والفجفج، في الرمثا أنقلب الحال من حال إلى حال.

المهم يجتمع كبار القوم من أقارب جدتي وكبار القوم من أقارب جدي، كما الحال في لقاء الحكومة من شخصيات حكومية في الرمثا، كما وصف المرحوم محمود سعيد الخب الذي كان أول تحصلدار لدى الدولة العثمانية في حوران عندما يأتي لأخذ الضريبة فيقول: “سقالله هذيك الأيام”.

أفراحنا ستستمر ………..