الرئيسية / كتاب الموقع / وداعاً يا بُنيّاتي

وداعاً يا بُنيّاتي

الدكتور ناصر نايف البزور
حادث مأساوي وقع اليوم و أودى بحياة أربعة مِن بناتنا على طريق الخالدية/آل البيت… 🙁 رحمً الله أرواحهنّ الطاهرات؛ و أسكنهنّ فسيح جنّاته؛ و ألهمَ الله أهلهنّ (و نحن أهلٌ لهنّ كذلك بإذن الله) الصبر و السلوان… 🙁
و حتّى لا اكونَ تقليدياً؛ و لأنّ الأمر يعنيني كوليّ أمرٍ و كأبٍ لفتاتين و لجميع طالباتي؛ و رغم إيماننا بقضاء الله و قدره، بل و لأنّنا مؤمنون بالله الذي يأمرنا بالأخذ بالأسباب فنحن نُطالب بشكلٍ عاجل الجهات المعنية و على رأسها إدارة الجامعة (التي تعهدّت مراراً بإيجاد الحلول) توفير وسائل مواصلات كريمة و حديثة و ذات مهنية عالية لتفادي مثل هذه الحوادث المُفجعة؛ و لوقف معاناة أبنائنا و بناتنا اليومية على الطرقات… و لوقف أيّ حوادث ممثالة لا قدَّر الله 🙁

صحيح أنَّ الحادث قضاء و قدر… و جميع ما يقع لنا مٍن أمور يندرج تحت القضاء القدر كذلك.. و لكن هناك قضاء و قدر لا ذنب لأحدٍ فيه… و هناك قضاء و قدر يترتّب عليه مسؤولية و مساءلة…. 🙁 و إلاّ فما الذي دفع بناتنا الأربعة ليركبنّ سيّارة غير صالحة للسير على طُرق خارجية هي أصلاً غير صالحة لتسير عليها المركبات الصالحة و غير الصالحة… و يقودها سائقون مؤهّلون و غير مؤهّلين 🙁 لماذا لم تقم وزارة المواصلات بدورها منذ سنين رغم جميع المناشدات و النداءات…. 🙁
و لماذا لم تقم الجامعة بتوفير أسطول من الحافلات المؤهلة لنقل أبنائنا و بناتنا… 🙁 كمّ مرّة تحدّث رئيس الجامعة عن خططه لحل مشاكل المواصلات داخل الجامعة و خارجها…. فأين هي تلك الحلول… 🙁 قد يُغضب كلامي هذا البعض… لكنّها كلمة حقِّ أقولها و لو كان الثمن حياتي… فحياتي ليست أغلى من حياة أيٍّ من بناتنا اللائي فقدناهنّ اليوم… 🙁
فوالله لو وقَعت هذه الحادثة في مكانٍ آخر لقامَ بعض المسؤولين و على رأسهم رئيس الجامعة بتقديم استقالتهم فوراً بدوافع أخلاقية أو قانونية أو لكليهما 🙁 رحمكنّ الله يا بُنيّاتي … و عزائي الحار لذوي الراحلات و إنّا لله و إنّا إليه راجعون 🙁