الرئيسية / من هنا و هناك / روان وريهام.. حين تنتصر طائرات بشار على طفلتين شقيقتين

روان وريهام.. حين تنتصر طائرات بشار على طفلتين شقيقتين

روان (3 سنوات) سقطت من الطابق الرابع لتلقى حتفها إثر غارة على منزلهم بريف إدلب ورغم محاولات لإنقاذها بذلتها شقيقتها 
ريهام (5 سنوات) أُصيبت بجروح ونُقلت إلى مستشفى حيث وضعت في العناية المشددة لفترة قصيرة ثم لحقت بشقيقتها 

لم تفلح محاولات ريهام (5 سنوات) في إنقاذ شقيقتها روان (3 سنوات) من السقوط من الطابق الرابع والموت، بعد أن قصفت طائرات النظام السوري منزلهم في مدينة أريحا بريف إدلب، ضمن منطقة خفض التصعيد (شمال غرب).

ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، يواصل النظام وروسيا قصف الأحياء السكنية في المنطقة بمحافظة إدلب ومحيطها، ويستمر سقوط الضحايا المدنيين، وبينهم أطفال ونساء.

“روان” هي الطفلة الصغرى في عائلة من ستة أطفال، وعند استهداف طائرات النظام السوري لمنزلهم، الأسبوع الماضي، تهدمت جدرانه وسقفه، وأصيب أفراد العائلة.

رغم جروحها، حاولت ريهام أن تمسك روان، كي لا تقع من الطابع الرابع، لكن قواها خارت، فسقطت شقيقتها الصغرى، وفقدت حياتها.

أما ريهام فنُقلت إلى مستشفى، وبعد فترة قصيرة في العناية المشددة، لحقت بشقيقتها إلى الغياب، لينتصر الموت الذي جلبه نظام بشار الأسد على الطفلتين الشقيقتين.

بعد هجوم طائرات بشار، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر صيحات ودموع عم الشقيقتين، عبد الخالق حسون، وتحول إلى أحد أكثر الفيديوهات المعبرة عن بشاعة المجازر التي يرتكبها النظام وحلفاؤه في سوريا.

متحدثًا عن هول لحظات القصف الذي قتل ابنتي أخيه، قال حسون للأناضول: “عندما أغارت الطائرات الحربية سقط سقف المبنى، فهرعت للأعلى، وحملت إحدى الطفلات وكانت مضرجة بالدم، وتصيح إخوتي إخوتي، فأنزلتها إلى الأسفل، وعاودت الصعود لكي أُخرج بقية الأطفال”.

وأضاف العم: “عندما صعدت مرة أخرى رأيت ريهام وهي تحاول أن تنقذ شقيقتها روان من السقوط، لكنها لم تتمكن وسقطت روان.. حينها أخذت ريهام وشقيقة أخرى لها ونزلت بهم إلى الأسفل”.

وتابع حسون: “شعوري هو شعور أي أب أو عم أو خال يخاف على أبنائه وأبناء أقربائه، شعور أي مواطن يخاف على أطفال هذا البلد”.

وأعلن جيش النظام السوري، الإثنين، استئناف عملياته العسكرية في تلك المنطقة، رغم إعلانه في وقت سابق عن موافقته المشروطة على وقف إطلاق النار، وذلك بزعم عدم التزام فصائل المعارضة بوقف إطلاق النار، بحسب وكالة الأنباء التابعة للنظام.

ومحافظة إدلب هي قلعة الفصائل السورية المعارضة لنظام بشار، وسيطرت عليها في مارس/ آذار 2015.

وبالتزامن مع عملية برية، يشن النظام وحلفاؤه، منذ 26 أبريل/ نيسان الماضي، حملة قصف ضارية على منطقة “خفض التصعيد”، التي توصلت إليها الدول الضامنة لمسار أستانة (تركيا وروسيا وإيران)، منتصف سبتمبر/ أيلول 2017.

وكشفت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، في تقرير لها الأربعاء الماضي، عن مقتل ما لا يقل عن 781 مدنيًا، بينهم 208 أطفال، جراء غارات للنظام وحلفائه على المنطقة بين 26 أبريل/ نيسان و27 يوليو/ تموز الماضيين.

وأفاد محمد حلاج، مدير جمعية منسقو الاستجابة المدنية في الشمال السوري، للأناضول السبت الماضي، بنزوح 750 ألف مدني من المنطقة، التي تعرضت لـثلاث حملات عسكرية منذ توقيع اتفاق إدلب.

ويقطن تلك المنطقة حاليًا نحو أربعة ملايين مدني، بينهم مئات آلاف ممن هجرهم النظام من مدنهم وبلداتهم في أرجاء سوريا، خلال السنوات الماضية.