الرئيسية / كتاب الموقع / الرؤية الملكية والانتخابات

الرؤية الملكية والانتخابات

المهندس خالد ابو النورس البشابشة

 

وضع جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين  اليد على الجرح من خلال ترجمته الواقعية لكيفية بدء السباق وادارة الحملات الانتخابية للمترشحين سواء في الاردن بشكل عام والرمثا بشكل خاص .

فالمواطن هو اساس في المسيرة الديمقراطية السوية او المنحرفة عن سكة العدالة والمساواة ، فاذا كان هذا السباق لغايات شخصية لحصد الالقاب والامتيازات فاقرأ على المجلس والاردن السلام .

فالانتخابات هي احدى وسائل الاصلاح السياسي والاجتماعي للوصول الى الديمقراطية الحقيقية وليست المزورة كما يزورها من يتبوأ المقعد تحت القبة او على مقعد المنصب بعد ان كان قد حفيت قدماه للزيارات المكوكية في الاحياء والمنازل ومجالس الشوارع والمشاركة في الاعراس واعياد الميلاد وقد وصلت مشاركتهم لما هو اتفه من ذكرها في هذا المقام  لنيل ثقتنا وحصد اصواتنا .

تكون مجمل اللقاءات عبارة عن وعود براقة في تعيين ابناءنا واعفاء مرضانا وفتح شوارع لمزارعنا وتركيب اعمدة كهرباء امام بيوتنا وقبول ابناءنا في الجامعات واعفائهم من الرسوم وغيرها من الطلبات الشخصية التي لا تمتد الا لمن لهم تاثير في العشيرة او القبيلة ناهيك عن الواسطات الكبيرة امام مكاتب المحاكم المختلفة خصوصا في قضايا التهريب والمخدرات والجرائم الاخرى  .

فلا برنامج وطني يقدم ولا رؤيا مستقبلية للحياة السياسية ولا نظرة لتحسين الوضع الاقتصادي ولا خطة للامن الاجتماعي ولا فكر للمسيره الثقافية ولا استشراف للمستقبل .

اما آن الاوآن ان نلتقي المرشحين في المنابر الثقافية والاندية الرياضية والنقابات المهنية  والجمعيات لاختصار الوقت والجهد والمال  والكلام للمترشحين من خلال مناظرات دورية حول برامجهم الانتخابية وخطة عملهم لكي نحُسن اختيارنا للمرشح الذي يحدد اولويات عمله وطرحها امامنا لكي نستطيع تحديد اختياراتنا دون النظر لصلة العلاقات الشخصية او صلة القربى .

ان نجاحنا لا يتأتى الا من خلال تقبل احدنا الاخر وان اختلافنا في الرأي لا ينبع من اهواء شخصية بل نابع عن اعتبارات وطنية  داخلية ومواقف سياسية  خارجية بحيث لا تصل الى حد التصلب والمقاطعة للوصول الى التوافق المنشود ووضع القطار على السكة حتى لا يفوتنا او يضعنا امام كارثة لا يسلم منها احد لا قدر الله .

وقد حدد جلالته في الورقة النقاشية اربعة مبادئ وممارسات يجب ان تكون حاضرة في وجداننا وفي تعاملنا وهي  ان نحترم الرأي والرأي الاخر على اساس الشراكة في تحديد الاختيار ، وحتى نتعرف على صحة او عدم صحة الاختيار علينا بالمساءلة حول مدى الالتزام بالبرنامج الانتخابي الذي اتفقنا عليه ، وان لا نختلف  ولا نفترق في الحوار ونحترم التزاماتنا ووعودنا واخيرا فالمواطن شريك في تضحياته ومكاسبه  فلا يوجد خاسر او رابح  .

فهذه المبادئ هي خارطة طريق للمترشح والناخب  معا فلا يجوز ان تكسب  جهة وتخسر جهات او يتنفع مواطن ويسلب وطن او نخسره .

الاردن يقع على مفترق طرق  ونحن من يوجه خط مسيره فالاختيار الخاطئ يصل بنا الى الهاوية والاختيار الصائب هو طوق نجاة لكل الاردنيين ولكل من عليه من شماله الى جنوبة .

فالحاضر لنا والمستقبل لابناءنا

والله من وراء القصد