الرئيسية / اخبار / كورونا هل هو عذاب وهل يجوز أن نتهاون بالتدابير والسلامة؟

كورونا هل هو عذاب وهل يجوز أن نتهاون بالتدابير والسلامة؟

*كورونا هل هو عذاب وهل يجوز أن نتهاون بالتدابير والسلامة؟

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
إن المرض والوباء ليس هو من العذاب دائماً إنما هو رحمة للمؤمنين وعذاب للكافرين، قال ﷺ *(مَن يُرِدِ اللَّهُ به خَيْرًا يُصِبْ منه.)* رواه البخاري [المعنى: أنَّ الله يُقدِّر عليه المصائبَ حتّى يَبتليَه بها: أيصبِر أم يضجَر، أو يصيبه بالبلايا ليكتب له الحسنات أو يمفِّر عنه السيئات]، وعن عائشة أم المؤمنين: أنَّها سَأَلَتْ رَسولَ اللَّهِ ﷺ عَنِ الطّاعُونِ، فأخْبَرَها نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ:
*(أنَّه كانَ عَذابًا يَبْعَثُهُ اللَّهُ على مَن يَشاءُ، فَجَعَلَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْمُؤْمِنِينَ، فليسَ مِن عَبْدٍ يَقَعُ الطّاعُونُ، فَيَمْكُثُ في بَلَدِهِ صابِرًا، يَعْلَمُ أنَّه لَنْ يُصِيبَهُ إلّا ما كَتَبَ اللَّهُ له، إلّا كانَ له مِثْلُ أجْرِ الشَّهِيدِ)* (رواه البخاري).

وقال ﷺ: *أتاني جبريلُ بالحُمّى والطاعونِ، فأمسكَتِ الحمِّى بالمدينةِ، وأُرْسِلَتِ الطاعونُ إلى الشام، والطاعونُ شهادةٌ لأُمَّتي، ورحمةٌ لهم، ورِجسًا على الكافرين*
رواه الإمام أحمد والحديث إسناده صحيح.

وعن أسامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عن النبي ﷺ قال: *(إذا سمعتم الطاعون بأرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها)* مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

*أيها الفضلاء والفضليات:*
ليس كل مَن يصاب بالمرض شخص سيء أو حظه سيء، فبعد الأخذ بالأسباب والتوكل على الله: ثم ما يأتينا إنما هو قدر الله تعالى، فقد توفي في طاعون عمواس آلاف الصحابة؛ ومنهم كبار الصحابة وأحد العشرة المبشرين بالجنة ألا وهو أبو عبيدة عامر بن الجراح، كما توفي فيه معاذ بن جبل وابنه وغيرهم من الصحابة.

فيا أخوتي وأخواتي نحن مسلمون ونعلم مدى سعة رحمة الله تعالى وحسايه لنا،
فاتقوا الله في أنفسكم وأهليكم وأقاربكم وأطفالكم ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة، فقد لزم كثير من الصحابة بيوتهم ومدنهم عندما نزل بهم طاعون عمواس.

فالمؤمن يثق بقدر الله تعالى ويأخذ بالأسباب، *ولا يجوز للمسلم إلقاء نفسه إلى التهلكة قال تعالى: (وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا) وقال تعالى: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ).*

وقد ذكر أهل التاريخ قصة وفاة أبي عبيدة ومعاذ بن جبل ي طاعون عمواس، وفيها فلما اشتعل الوجع بأبي عبيدة في مرضه في الطاعون ورغم أن عمر بن الخطاب طلب منه الخروج إلا أنه رفض قام أبو عبيدة في الناس خطيبا، فقال: أيّها الناس، إنّ هذا الوجع رحمة بكم ودعوة نبيكم محمد، وموت الصالحين قبلكم، وإنّ أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم له من حظّه فطعن فمات، واستخلف على الناس معاذ بن جبل، قال: فقام خطيبا بعده، فقال: أيها الناس، إنّ هذا الوجع رحمة بكم، ودعوة نبيكم وموت الصالحين قبلكم، وإن معاذا يسأل الله أن يقسم لآل معاذ منه حظهم، فطعن ابنه عبد الرحمن بن معاذ، فمات. ثمّ قام فدعا به لنفسه، فطعن في راحته؛ فلقد رأيته ينظر إليها ثم يقبل ظهر كفه، ثم يقول: ما أحبّ أنّ لي بما فيك شيئا من الدنيا، فلما مات استخلف على الناس عمرو بن العاص، فقام خطيبا في الناس، فقال: أيها الناس، إنّ هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتجبّلوا منه في الجبال.

والحمد لله رب العالمين

*كتبه*
د.ثامر عبد المُهدي حتاملة
عضو رابطة علماء الأردن