الرئيسية / كتاب الموقع / الملك و المسؤولية الانسانية

الملك و المسؤولية الانسانية

الملك و المسؤولية الانسانية
د.عدنان الزعبي
مرة اخرى والايام تؤكد من جديد طرح الملك لاهمية النظرة البشرية وتفعيلها للمسؤولية الانسانية ، وعلى الاقل لمواجهة التحديات والمخاطر التي تهدد الكيان البشري والحياة على الكرة الارضية , مرة اخرى يطرح الملك قاعدة التعاون والتشارك العالمي من اجل تخطي العديد العديد من المخاطر والمعيقات التي تقف امام تقدم البشرية ورفاهيتها وازدهار هذا الكوكب . وبقائه ضمن معايير الصحة والبيئة والسلامة .
فعندما طرح الملك سؤالا حول واقع العالم بعد كورونا ؟ مخاطبا العالم عامة وجمهور برنامج واجه العالم الامريكي خاصة في السي بي سي الامريكية , فقد وضع تصورا حول واقع الحال وتحدياته، وحتمية تغير المفاهيم والافكار المجدية في سبيل تخطي كل هذه التحديات التي ارتبطت بمسالة البقاء، ليس فقط للشعوب والافراد , بل للدول والانظمة ايضا بغض النظر عن مستواها التنموي والعسكري والتقني . فمثل هذه التحديات تسللت لتفتك بالافراد والشعوب والدول وتصيبها بالعدوى المميت دون تمييز باللون او العرق اوالعقيدة اواللغة ؟, كون حياة الانسان نفسع هي المستهدف لهذا العدو الخفي . لقد طرح الملك لغة الواقع التي تمكننا من مواجة هذا العدوى وتطوراته وتحولاته المخيفة مستقبلا ،ليؤكد اهمية وضرورة التقارب والتعاون العالمي لخدمة البقاء ,، لضرورة ايقاف صراعاتنا وتأزماتنا , واطماع البعض في التوسع والهيمنة وعلى حساب الاخرين . واستبدالها بالتعاون والمساعدىة والمشاركة في دحر هذا العدو وغيره من تحدياة البشرية وسلامة كوكبنا الارضي . لقد بين الملك ان خصوم الامس يمكن ان يصبحوا اصدقاء اليوم بالمصلحة المشتركة ومستقبل الشعوب والبقاء , كونها الطريقة المثلى في مواجهة العواقب بعد ان اثبت هذا الفيروس انه اقوى من اعتى التقنيات والعسكريات والاقتصاديات
لقد قدم الملك انموذج التغير الحاصل على ارض الواقع ، باهميته الانسانية ,وبقالب التعاون والمساهمة الدولية والمشاركة والاستفادة من التجارب العالمية والخبرات لافادة البشرية . حيث جسد الملك اولى مبادرات المسؤولية الانسانية واول صفحة في انموذج التعاون ، بالتقدم للجميع معلنا استعدادالاردن (تلك الدولة محدودة الموارد وذات التحديات الجسام وخاصة اللاجئين )، لتقديم خبرتها التي تميزت في التعامل مع هذا العدوا وتفوقت عليه , وتوفير الادوية والمستلزمات الطبية والوقائية ، و المؤهلين واصحاب الخبرة لخدمة الشعوب .
لقد اقرن الملك بهذا ، التصور مع التطبيق باستعداد الاردن تقديم المساعدة لاي دولة ، بغض النظر عن تصنيفها وعنوانها عالميا . ومنحها خبرته ونتائجه ومهاراته التي يشهد لها العالم الان بمنظماته الصحية العالمية,بحيث تساهم دول اخرى وبنفس الطريقة لخدمة شعوب الارض وبروح التقارب والانصهار , وهو النموذج الذي اراد الملك ان يرسخه في عقول وتفكير قادة العالم وشعوب الكرة الارضية , كونه الامثل في معالجة مخاطر البقاء . وهي بهذا اعظم واكبر من مجرد التفكير بالمصالح الضيقة والحروب والصراعات وتشريد الشعوب ،وابتزاز حقوقهم التاريخية . فالكل بحاجة الى الكل ،ولا يجوز ان يعتقد احد بأن فرد او جماعة او دولة يمكن أن تعيش لوحدها دون جيرانها او اصدقائها او حلفائها .
فكر التقارب، والتفاعل والتعاون والانصهار العالمي بين الدول والشعوب هو اساس فكر الملك وهو قاعدة المسؤولية الانساني على اعتبار ان الفرد , هو الانسان اينما يسكن وحيثما يقيم ولا بد من تأطير فكرنا وفلسفتنا الحياتية بالمسؤولية الانسانية والحفاظ عليه كونها مسؤولية عامة ومطلوبة من الجميع ، لا تختلف عليها الشرائع ، ولا ترفضها الافكار الانسانية التي جاءت بالاصلاحات عبر التاريخ البشري .عاودت الظروف بتحدياتها حاليا لتجعلنا ننبذ فكر الصراع والتطرف وعقلية التحجر والانغلاق . وهذه الجائحة مثال واضح على حتمية التعاون . وتعزيزه بين الشعوب , وتعظيم دور المنظمات الدولية التي تمثل العالم وتعمل لصالحه دون التمييز بين دولة واخرى , فالمؤسسات الدولية وكما بينها الملك منظمات تنظيمية وارشادية وتطويريه تستهدف البشرية جمعاء .