الرئيسية / كتاب الموقع / من مذكرات عامل 

من مذكرات عامل 

من مذكرات عامل

سليم ابو نقطة

خلينا نكون واقعيين وبعيدين عن تصريحات التلفزيون أوضاعنا والله ما هي تمام . والحالة على قدها ، وممكن أقل ، اتحدى اذ عثرت على عشرة دنانير في جيب عامل.

فالناس مكتئبة وبليدة على حد تعبير “عبدالله عواقلة”

لم يخطر ببالي ان وباء سيفتك بجيبي ولم يخطر ببالي أن ادخر جزءا من دخلي المتهالك لاحتمي فيه من هذا الوباء والاهم من ذلك كله أن مخزوني من المونة أوشك على النفاذ رغم صبر أم محمد وحسن تدبيرها. لقد غدوت, مخنوقا حائرا ، خرجت من البيت هائما على وجهي واولادي ينتظروا مني ما اغطي به جوعا حقيقيا لم يعد يحتمل ، ارتميت على رصيف الفقر وقلت : ليتني انفرد بنفسي وابكي… ابكي…. لكن وقع أقدام المارة كانت تفضحني.

استعدت رباطة جأشي ، خاصة بعد أن علمت ان تصريحا صدر عن الحموري مفاده أن مخزون الحكومة من الغذاء يكفي لسنة. وتأكدت فعلا ان المال وسخ الدنيا.

وكأنما هناك قناعة ترسخت لدي بأن الحكومة لن تفرط بي على الاطلاق وان الأسواق ممكن في ساعة رحمانية أن تزودني بكل ما احتاجه من دون وسخ الدنيا. لذلك لن ادع للجوع مهما كان عاطلا، وبشعا , وعديم الاخلاق ان ينال من عزيمتي وصمودي أمام هذه الجائحة حتى لو طردني صاحب العمل واكل حقي

فأنا لا زلت اتكيف مع الخراب المتكامل الذي حل بي

ولي رغبة في المساهمة والتفاعل مع ما لا يتحقق على أرض الواقع

فانا موجود. وانا فعلا محسوس . ولكن هناك من لا يحس بوجودي. رغم أنني مواضب على ضبط النفس ومتعاون نزولا عند رغبة العظايلة لأن في التزامي نجاح حكومته.