الرئيسية / كتاب الموقع / رحمي البزور يكتب: لماذا نكتب؟

رحمي البزور يكتب: لماذا نكتب؟

الدكتور رحمي البزور

الرمثانت
نكتب ، عندما لا يكون لدينا غير الكتابة بديل ، لا نَدَّعي النُّضوج اكثر من غيرنا ولا نحن من الدُّهاة في شيء ، ولكن هو تعبير نُفرغهُ هنا (ولكل شيخ طريقته) فقد لا نجيد الصُّراخ كالبعض المتورِّم حنقا وقد يكون على حق ، وقد لا يتَّسع المقام للأسفار كي نُخفِّف من عناء وملل الإقامة الرُّوتينيَّة ، وبنفس الوقت لا نستطيع كل الوقت أن نَبقى بحالة صمت وقد “وُلدنا بألسِنَة” ونُعمنا بها .. الى درجة أن نُوصف بالبلداء أو المنافقين والمصفِّقين ، او طرما بلا سمع مع “وجود النِّعمة” . نكتب لنرى من خلال كتابتنا ونُري الكون طريقتنا للمشاهدة ووجهة نظرنا في تفسير خلط الألوان وظواهر الحدث الموجود “الامر الواقع” او الطبيعي دون ان يجرؤ احد الإقتراب منه لمحاولة التَّغيير ، نكتب لنتبادل الافكار ونعرض وجهة نظرنا لمن يفهمنا وحسب ، ليس للجهلاء الحارثون فوق الصَّخر ، فهؤلاء “انعوجوا من اساس” وظنوها اوسمة خاصة دون منازع .. نكتب وهناك ما هو بالنَّفس ممنوع من البوح الا من خلال الاستعاضة بما يُشبههُ ، مع أنَّ الشَّيطان يَصنع منهُ للمتَّهمين انفسهم الف تفسير – وقبل كل شيء نكتب وعسانا نصنع شيء من التَّغيير ونكون من المؤثرين .. وإن لمجرَّد أن يشهد التَّاريخ بأنَّنا ما صُمنا عن الحقيقة ولا رضخنا لنأكل العَلقم ونَدَّعيهِ “شهدا يَمنيا خالصا .. مُعَتَّق” ولا كان لنا ذيولا تهتزُّ عند عَتَبَة البيك !!