الرئيسية / كتاب الموقع / هجرة الدجاج إلى أوطان الحجاج

هجرة الدجاج إلى أوطان الحجاج

فهمي العزايزة

هجرة الدجاج إلى أوطان الحجاج

شخصية “الحجي” في ذاكرتنا الشعبية؛ المسن الوادع المُقل بالكلام لا يزاحم ولا يقاطع المتحدثين مدركا أن له فم واحد وأذنين بهما يُصغي أكثر وما أن ينطق يفيض حِكما بكونه كبير العيلة والهيبة، دائم الإطمئنان على أبناءه و”تchناينه” وأحفاده، يشبعه أقل قليل الطعام مما تيسر لحفظ أمانة رزقة أهله، ما عنده “همالة” ولا تبذير ولا يدا مغلولة، يضم أحفاده بحنية، و”ختيارته الحجة” لا تتقدمه حفاظا منها على هيبته، هي “أم الدار” الوقورة لا المتصابية أو الشمطاء “الجنية”، ورع تقي يحرص على حسن ختام آخرته، وغيرها من صفات “الحجي” الكبيرة.. وبغير ذلك لا يدعوا له أبناءه سوى أن “الله يقصف عمره”..؟!

ولأن شخصية “الحجي” في بلدان الدجاج باتت منقرضة وسود عيشتها بديله، هربت “صيصانها” والبقية يحاولون وبقية البقية يحلمون بالهجرة، إذ لم تعد أشجار غاباتها سوى لصناعة كراسي حكامها الوثيرة ولغرف نوم أبنائهم الذين سيرثونها “إمقشرة ومفروشة”، فلا ثمار ولا أعشاب برية تبقى، ولا ماء يروي العطشى بينما مسابح القصور تفيض عن الحاجة، وآخرها أن بلدان مسقط الرأس باتت “إمكرسحه” عايشه على الشحدة..؟!

لذلك خلص استطلاع رأي إلى أن (60%) منا باتوا يحلمون بالحج والإقامة في الأوطان “الكافرة”، ففيها “حجاج” يخشون ربهم ويخجلون من عباده، يجد فيها معذبو بلدان الدجاج دارهم الكبيرة، ينعمون بالماء والحِسان والخضرة، حاضرهم عيش كريم ومستقبل رزق آمن “لصيصانهم” و”حجي” يضمهم بحنية.. مش “زر بندورة إمفغص” يفسد “البُكسة”..؟!