الرئيسية / من هنا و هناك / بسبب الكوليرا..منع دخول المواد الغذائية غير المعلبة من سوريا

بسبب الكوليرا..منع دخول المواد الغذائية غير المعلبة من سوريا

الرمثانت -أكدت وزارة الصحة ولجنة الأوبئة ضرورة الإيعاز للمعنيين في مركز حدود جابر بضرورة اتلاف الأطعمة غير المعلبة التي ترد مع المسافرين القادمين من سوريا لحين البت بالقرار من قبل المؤسسة العامة للغذاء والدواء والتي ستقوم بوضع خطة استعداد واضحة لمواجهة الوضع بعد تسلم الكتاب اليوم الاثنين

وجاء في الكتاب أن الوزارة منعت امس بعد إجماع لجنة الأوبئة وكخطوة احترازية ادخال المواد الغذائية غير المعلبة القادمة من سوريا الى الاردن كاجراء احترازي على خلفية اعلان الصحة السورية تسجيل 14 وفاة مؤكدة ومثبتة بالكوليرا وارتفاع الاصابات إلى 201 إصابة

ومنذ عام 1982 سجل الاردن خلوه من الكوليرا ، وكاجراء احترازي تقوم الوزارة ومنذ أكثر من 20 عاما، بتحويل 15 % من حالات الإسهال التي تراجع المراكز الصحية والمستشفيات التابعة لها لإجراء فحوص احترازية، كأداة وقائية للحماية من انتشار الكوليرا في الأردن، حسب مستشار رئاسة الوزراء للشؤون الصحية الدكتور عادل البلبيسي

وأضاف البلبيسي أن أهم أسباب المرض هي قلة الاهتمام بالنظافة العامة والشخصية، مشيرا إلى أنه من طرق انتقال العدوى عدم غسل الخضار والفواكه بشكل جيد، وأكل اللحوم النيئة وغير المطبوخة جيدا، بالإضافة إلى تناول الأطعمة الملوثة ببكتيريا الكوليرا

من جهتها ، اكدت منظمة الصحة العالمية، إنها تعكف مع السلطات الصحية في سوريا على دراسة أسباب تفشي الكوليرا في 5 مناطق مختلفة ، حيث تتركز الاصابات في حلب و دير الزور والحسكة اي في شمال وشرق البلاد وهو ما تجد فيه المنظمة تهديدا على الصحة العامة بعودة الكوليرا من جديد

والكوليرا مرض بكتيري عادةً ما ينتشر عن طريق الماء الملوَّث ويتسبب الإصابة بإسهال وجفاف شديد ، وإذا لم يتم علاجها، فإنها يمكن أن تكون قاتلة خلال ساعات ، وقد تم القضاء على الكوليرا في البلدان الصناعية بواسطة الصرف الصحي الحديث ومعالجة المياه

وبحسب ما اطلعت عليه اتخذت الوزارة العديد من الاجراءات الاحترازية لاسيما بعمليات الرصد الوبائي وتكثيف الرقابة على مياه الشرب بالتنسيق مع مديرية صحة البيئة، وجمع عينات مخبرية من المياه العادمة كما عممت الوزارة على مديريات الصحة والمستشفيات بضرورة إجراء الفحص على 10 – 15 % من حالات الإسهال المدخلة، أو التي تراجع مراكز الطوارئ والعيادات الخارجية للتحري عن جرثومة الكوليرا بسبب اكتشافها في سوريا ولضمان استمرار المملكة خالية من المرض. كما عممت الوزارة على المستشفيات والمراكز الصحية بتعريف الحالة وتوزيع النشرات التثقيفية على الكوادر الطبية وزيادة وعي المسافرين خاصة ضمن المناطق الحدودية

يشار الى وجود بروتوكول علاجي معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية يتضمن تأمين المضادات الحيوية وتوفير محلول الاماهة الفموي ORS وتوفير الوسط المناسب للمرض في المختبرات ورفع مستوى التأهب في المستشفيات

وتعمل الوزارة بالتنسيق مع المنظمة بشكل دائم حول مختلف المستجدات الصحية وتعمل معها على أعداد خطة للاستعداد ومواجهة المرض من خلال التنسيق مع عدد من الجهات المعنية كالمختبرات وصحة البيئة والمؤسسة العامة للغذاء والدواء ودائرة الجمارك ووزارة التربية والتعليم ووسائل الاعلام

وقد ارجعت منظمة الصحة العالمية عبر مكتبها الإقليمي السبب وراء ظهور إصابات بالكوليرا من جديد للعديد من الأسباب منها تغير المناخ عالميا وسوريا من الدول المتاثرة بذلك اضافة إلى انخفاض في تدفق مياه نهر الفرات وهشاشة البنية التحتية للمياه التي تضررت أثناء الأزمة لاسيما في المناطق البعيدة عن العاصمة ذات الطابع الريفي و الاعتماد على مصادر مياه بديلة وغير مأمونة في كثير من الأحيان لتلبية احتياجات فئات من السكان من المياه . واكد اختصاصيون لـ «الدستور « أن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد يمثل تهديدا خطيرا في سوريا والمنطقة اذا لم يتم استيعابه وان الوقاية منه سهلة لان النظافة العدو اللدود للكوليرا ، حيث قال استشاري الأمراض المعدية الدكتور خلدون شاهين ان الكوليرا مرض بكتيري لا ينقل عبر اللمس كباقي الأمراض البكتيرية والضمة الكوليرية المسببة للمرض يمكن أن تتواجد في الطعام أو الماء الملوث ببراز شخص مصاب بالعدوى

واضاف شاهين ان المرض مرتبط بري المحاصيل باستخدام مياه ملوثة وشرب مياه غير آمنة من نهر الفرات الذي يقسم سوريا من الشمال إلى الشرق

وبين أن النظافة العدو اللدود للكوليرا ويستطيع الجميع حماية انفسهم عن طريق غسل اليدين مراراً وتكراراً بالماء والصابون والتأكد من نظافة أيدي الأطفال قبل الأكل وبعده، وبعد استخدام المرافق الصحية ، و تقليم الأظافر لأنها تعتبر موطناً للجراثيم، والتي لا يطالها الصابون في أغلب الأحيان

وأشار شاهين الى أن المصاب بالكوليرا يحتاج إلى علاج فوري حيث إن المرض قد يسبِّب الوفاة في غضون ساعات ، موضحا انه رغم وجود أعراض واضحة للإصابة الا ان ما يؤكد ذلك التعرُّف على البكتيريا في عيِّنة براز ، مبينا ان اعراض الاصابة تتلخص بالإسهال المفاجئ الذي يسبِّب فقدانًا كبيرا للعوائل اضافة إلى الغثيان والقيء وهو من العلامات الأولى للاصابة

وقال إن اعراض الكوليرا لدى الأشخاص المصابين تظهر بين 3-6 أيام ، ويتعافى معظمُ المرضى من العدوى في غضون أسبوعين ، وتبقى البكتيريا موجودة لدى عدد قليل من المرضى إلى أجل غير مسمّى دون أن تسبب أية أعراض ويسمّى هؤلاء الأشخاص بحاملي العدوى.