الرئيسية / كتاب الموقع / حاويات ومشاوي

حاويات ومشاوي

بسام السلمان

ابدأ مشواري اليومي في ممارسة رياضة المشي بعد صلاة المغرب مباشرة، الجو في هذا الوقت من السنة لطيف نوعا ما، امر بطريقي بعدد من المطاعم، طبعا الوقت يكون وقت العشاء، العائلات الرمثاوية تتوجه للمطاعم لتناول العشاء وانا شبه، اقول شبه عامل روجيم، لكنه للعشاء فقط، ولا التزم به، لكني كما يقولون اتعشا كل يوم على الريحة خاصة من احد المطاعم المتخصصة بالمشاوي، فما ان اصل اليه حتى اتناول سيخين او ثلاثة سياخ لحمة، طبعا كله على الريحة، واعود الى بيتي متخما شبعان خاصة بعد ان اشاهد “بكمات ” بيع الفواكه من العنب والمنجا والتفاح المنتشرة على طريق خط الشام، فأختم عشائي على رائحة المنجا واحيانا رؤية كاسات الكوكتيل وكل ذلك من عشاء وفواكه وكوكتيل ببلاش لانه كما قلت على الريحة والله يعين المحروم من الاكل ومن حاستي الشم والرؤية.

ليس هذا موضوعنا الاساسي لحديث اليوم، لكنه مرتبط به بعد ان سد نفسي لمدة اسبوع حتى عن الغداء وربما عن تناول فطوري البسيط والذي لا يزيد عن حبات من الزيتون المغمسات بالزيت ورغيف صغير محمص على الغاز وكأس شاي بالميرمية، موضوعنا الاساسي النظافة في الشوارع والاستدامة في هذا الامر وليس حسب مزاج المسؤول، واعني بالنظافة ليس فقط جمع القمامة من الحاويات والبراميل ونقلها الى مكب الاكيدر، ما اعنية هو تفقد الشوارع والحاويات وهل يتم افراغها كاملة ونظافة ما حولها ونظافة الشوارع الثانوية، فالذي حصل معي ما ان وصلت الى قرب مطعم المشاوي حتى شممت رائحة دخان قاتل، اقسم بالله انه قاتل وخاصة لمن يعانون من الربو او ضيف تنفس وغرها من امراض الصدرية، احدهم حرق الحاوية وهرب فخرجت روائح قاتلة سدت نفسي عن اكل المشاوي وشرب الكوكتيل وحتى عن تناول العوامة اللذيذة، وفي مكان لا يبعد عن الحاوية الا امتار شممت رائحة “فطيسة ” ولم استطع التأكد من مكانها، كانت رائحة كريهة جدا جدا جدا.

هذه الاماكن استثمر فيها ابناء الرمثا، ودفعوا اموالا طائلة حتى يترزقوا هم واولادهم وممن يعملون عندهم واظن ان مثل هذه الحرائق للحاويات “بتطفش الزباين ” وتضعف الطلب على تناول العشاء خاصة اننا اصبحنا نشاهد عائلات كاملة تتوجه لمثل هذه المطاعم ولم يعد الامر حكرا على الشباب.

هذه القضية ليست فقط مسؤولة عنها البلدية ولكن نحن كمواطنين مسؤولين عنها ايضا، فمن يلقي باكياس النفايات جنب الحاوية ومن يحرق الحاوية غير ابه بغيره ومن يرمي بالحيوانات النافقة على اطراف الشوارع هو ايضا مسؤول، علينا جميعا مواطنين ومسؤولين ان نحافظ على نظامة مدينتنا وندعو الله ان تظل روائح المشاوي فقط منتشرة في الشوارع الرئيسية واشجار الياسمين والورد الدمشقي منتشرة في الشوارع الثانوية وفي الاحياء.