الرئيسية / من هنا و هناك / ثلث الاردنيين سيعانون من السكري عام 2050

ثلث الاردنيين سيعانون من السكري عام 2050

الرمثانت – تعد الأمراض غير السارية الأكثر فتكاً، وأكبر مشكلة صحية تواجهها دول العالم، ويعاني الأردن من ارتفاع ملحوظ في نسبة من هذه الأمراض، وهو ما تؤكده أرقام وزارة الصحة، التي بينت بأن الامراض مسؤولة عن اجمالي الوفيات في المملكة.

وتترك الأمراض غير السارية أعباء ثقيلة على صحة المواطن، وتستنزف الموارد، وتعمق فجوة الفقر بين المجتمعات.حيث ينفق الأردن 8% من الناتج القومي على الصحة.

وبحسب وزارة الصحة تشكل تشكل الامراض السارية 78% من اجمالي الوفيات، وتحتل المرتبة الأولى أمراض القلب والشرايين التي تساهم في 37% من هذه الوفيات، وأمراض السرطان 15%، والسكري 7%، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة 3%، و15% بأمراض أخرى بين الأردنيين.

ولا تتوفر أرقام دقيقة حول كلفة الأمراض غير السارية في الأردن، الا أن تقارير تشير إلى أن تكلفتها 840 مليون دولار، لكنها لم تأخذ بالحسبان الأسباب غير المباشرة، حيث تشير تقارير إلى أن مرض السكري لوحده يكلف الأردن من 1.2- 1.5 مليون دولار.

يقول مدير مركز الوبائيات التطبيقية من الشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية الدكتور يوسف خضر القاعود أن مرض السكري من الأمراض غير السارية وتزداد نسبته سنوياً، ففي عام 1994 كانت 13%، ولكن في عام 2017 بلغت نسبته 23.7%، وتشير التقديرات الأولية إلى أن ثلث سكان الأردن سيعانون من مرض السكري في عام 2050.

ويبين أنه عند الحديث عن هذا المرض يتم تجاهل حالة مرضية خطيرة ومهمة، وهي مرحلة ما قبل السكري، حيث أن 45% من الذكور و 35% من الاناث يعانون من خلل مرتبط بسكري الدم، والخلل ليس في ارتفاع وازدياد نسبة الانتشار فقط، وانما هناك خلل في معالجة هذا المرض، حيث أن ثلث المرضى المصابين فقط، وصلوا إلى مرحلة السيطرة.

القاتل الصامت: وفي ما يتعلق بالضغط كمرض قاتل أو صامت، يقول إن الأرقام تشير إلى أن 41.4 % من الذكور و 28.3% من الاناث يعانون من مرض الضغط، حيث وصل ثلث المصابين فقط إلى مرحلة السيطرة، وهو ما يظهر خللاً وقائياً وعلاجياً في التعامل مع هؤلاء المرضى.

ويكشف أن الوضع أسوأ بكثير عند الحديث عن الدهون أو شحميات الدم، حيث أن 48% من سكان الاردن يعانون من ارتفاع الكوليسترول، و46 % يعانون من ارتفاع الدهون الثلاثية، و78% يعانون اما من زيادة الوزن أو السمنة، وليس فقط لدى البالغين، وإنما لدى المراهقين والأطفال، اذ تصل النسبة بينهم 24%.

التدخين من اعلى النسب العالمية أما بالنسبة للتدخين، فإن الأردن من أعلى المستويات العالمية بنسبة 50.4% بين الذكور و 9.1% بين الإناث يدخنون للسجائر، و13.4% من الذكور و 7.8% من الإناث يدخنون الأرجيلة، و 2% السجائر والأرجيلة معاً وهو ما يجعلها سبباً رئيساً للإصابة بأمراض القلب والسرطان.

وفي ما يتعلق بمرض السرطان، تشير رئيسة دائرة كسب التأييد في مؤسسة الحسين للسرطان رنا الغفري إلى وجود ما يقارب 7 آلاف حالة سرطان جديدة في الأردن، وما يقارب 25 ألف حالة سرطان نشطة سنوياً، علماً بأن معدل علاج مريض السرطان يستمر خمس سنوات تقريباً.

وتقول إنه في الوقت الذي تتناقص فيه الموارد المقدمة لخدمة المرضى المصابين بالسرطان، إلا أن اعداد الإصابة بالسرطان في تزايد.

وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن تتضاعف أعداد الاصابة بالسرطان عام 2030، لتصل إلى 11 ألف حالة جديدة، وهو ما يتطلب وقفة وطنية واستيعاب كيفية معالجة الفجوة بين الموارد المتاحة والخدمات التي نحتاجها لتقديمها للمرضى.

وتقول الغفري إن كل هذا يقودنا إلى معالجة عوامل الخطورة التي حددتها منظمة الصحة العالمية المتمثلة بتعاطي التبغ، واتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول البدني، والتعاطي الضار للكحول، وتلوث الهواء.

الاردنيون لا يمارسون الرياضة وفي هذا السياق، تشير الدراسات إلى أن 94.8% من الاردنيين لا يمارسون الرياضة أو النشاط البدني كما هو موصى به، وأن 85.8% يعانون من قلة تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة.

وتدعو المستشارة الاقليمية لمؤسسة السكري العالمية حنين عودة إلى الاستثمار في الاستجابة للأمراض غير السارية وليس التمويل، فالاستثمار ليس في الموارد المالية فقط، وإنما في الموارد البشرية المتاحة وخطط التدريب، والاستثمار في الاستراتيجيات والبرامج الوقائية والصحة الاولية، والاستثمار في الشراكات بحيث تكون ذات هدف واضح.