عام دموي

 

بسام السلمان

أصدرت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية تقريرا  أشار إلى ارتكاب 8724 اعتداء بحق الفلسطينيين، في الوقت الذي كان بدايات عام خطيرة على مدينة القدس المحتلة، وعلى المسجد الأقصى المبارك عندما قام وزير الأمن الداخلي الصهيوني إيتمار بن غفير باقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القدسي الشريف وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، لتشكّل هذه الجريمة أداة حرب جديدة تسلّطها دولة الكيان في وجه شعب لا تؤلمه الشهادة ولا يخيفه الموت ولا يأبه بالدنيا، شعب يرى الدنيا من خلال وطنه ومن خلال حماية تراب القدس والأقصى.
ومع اطلالة فجر يوم  13 / 12 / 2022 استيقظ الفلسطينيون في حارة البيادر بالحي الشرقي من مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة على وقع جريمة جديدة مروعة تضاف إلى سلسلة الجرائم الممتدة التي يرتكبها المحتل الغاصب بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأبرياء بشكل شبه يومي حيث جرى بدم بارد فضح الوجه الإسرائيلي القبيح اعدام الطفلة جنى مجدي عصام عساف زكارنة 16 سنة على يد قناص صهيوني محترف وجه لها 4 رصاصات بواسطة منظار ليلي دقيق اثنتين بالصدر وأخريين بالوجه أحدثت إحداهما شرخا عميقا في الجمجمة وهناك رصاصات أخرى لم تصبها، وبعد هذه الجريمة بايام اقدم مستوطن على دهس شقيقين في الشارع العام وقتلهما بدم بارد وقد وصل عدد الشهداء 150 شهيدا فلسطينا خلال عام 2022 او اكثر قليلا.
ووصفت الأمم المتحدة العام الجاري بالعام الأكثر دموية على الفلسطينيين في بيان نشره مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، حيث رصدت الأمم المتحدة منذ بداية العام 2022 إعدام الاحتلال لـ 150 فلسطينيا في الضفة الغربية المحتلة بينهم 33 طفلا.
البيان الذي حمل توقيع 3 خبراء أمميين أدان أيضا تفشي عنف المستوطنين واستخدام قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين على غرار مهاجمتهم في منازلهم وترويع الأطفال وهم في طريقهم إلى المدرسة.

تذهب سنة وتأتي سنة وما زال القتلة الصهاينة يذبحون شعبنا الفلسطيني صباح مساء ويقتلونهم ولا يميزون كعادتهم بين الاطفال والنساء والشيوخ، المهم القتل الذي يعتبر اهم عنصر في دستورهم وعقيدتهم الصهيونية، وبالمقابل ماذا فعلنا نحن كعرب ومسلمين وماذا فعلت الامم المتحدة؟ فقط بيانات وتصريحات فارغة وتهديد كرتوني مثل استقلالنا الكرتوني دون ان نجرؤ على القيام بفعل يجعلهم يتوقفون عن قتل اطفالنا وشيوخنا وشبابنا جهارا نهارا دون ان يرف لهم طرف عين.

العام الماضي كان عاما دمويا كغيره من الاعوام التي مرت وستمر على اهلنا في فلسطين المحتلة.

فلسطين عربية، كلها وعاصمتها القدس الحبيبة.