الرئيسية / كتاب الموقع / محفوظات عقيمة

محفوظات عقيمة

نايف الليمون

كل يوم تطالعنا الأخبار بندوات وحوارات ومحاضرات ولقاءات لمسؤولين منهم الحالي ومنهم سابق حالمٌ بالعودة ، وفي المحصّلة هم من اللاعبين في الملعب أو من المنتظرين في دكّة الإحتياط ممن ينتظرون التبديل والمناقلة ، ويتحدّثون في الشأن العام وتشخيص معضلات البلد وأسباب الوضع المتردّي في مستوى معيشة المواطن الأردني .

والمادة التي يجترّونها ويلوكونها تتلخّص في أن هناك ظروفاً استثنائية أدّت إلى سوء الأحوال التي يمرُّ بها أبناء الوطن ، وهي الكورونا ، واللجوء من دول المحيط ، وشحّ الموارد ، وتوقّف الدعم العربي ، والحرب الأوكرانية الروسية .

لقد حفظنا هذه المقطوعات وأصبح تكرارها ترفاً إعلامياً لم نعد بحاجة إلى تكرار سماعه إن كان لنا رأي في تحديد الترف الذي لا نريده ، كما تملك الحكومة بيان الترف الذي لا تستطيعه . مع يقيننا بأن كلام ما يُسمّى بالنخب وإن كان ظاهره أنه موجّه إلى الشعب إلاّ أن الشعب هم الحلقة المفقودة الغائبة في قائمة المستهدفين من توجيه الخطاب إليهم لعدم امتلاكه لأية ورقة مؤثرة في مُبتغى أصحاب الخطاب وموجّهيه .

وحتّى لو سلّمنا بأن هذه الأزمات وهذه الظروف الضاغطة ، لها أثرٌ كبير وحاسم في خلق حالة من الإرباك الكبير لرسم الخطط وتطويرها وتنفيذها ، ألا يوجد حلول وأفكار وسياسات لدى هؤلاء الخبراء والإستراتيجيين والذين تربّوا وترعرعوا في بيت ومطبخ القرار وأكنافه وحواليه لمواجهة التحديات واجتراح الحلول العملية بعيداً عن التنجيم والتوهيم وكلام “الخطّاطات” بالحصى بأن الأجمل قادم وأن اجتياز عنق الزجاجة مسألة انتظارٍ لا ينتهي ، وأن النهضة والإزدهار لا محالة قادمة !

إنّ ما يسوقه رجالات الطمع السياسي ، على عدم وجاهته في تحديد وتشخيص أسباب الأزمة أو الأزمات يُدينهم هم ولا يُخلي طرفهم من المسؤولية لو كانوا يعقلون ، أو ان من يسمعونهم يُدقّقون ويُمحّصون إن كان هناك من حقيقةٍ عنها يبحثون .

ثمّ إن هناك ما يُعرض عنه هؤلاء االقوّالون من أسباب حقيقية لما وصل إليه حال البلد ولعلّهم جزء أساسيٌّ منه ، ولا يطمس الحقائق والوقائع عدم ذكرهم لها ولا إعراضهم عنها ، والأمور صارت جليّةً لا تُخطئها عينٌ ولا يحجبها حاجز والرداء أصبح يشفُّ ويصف .

وإنه ومن منطلق النصيحة التي نجد لزاماً علينا إسماعكم إياها نقول لكم ما عدتم تصلحون لا للإغواء ولا الإلهاء ولا الإرضاء فكلوا واشربوا وتمتّعوا إلى أن يأذن الله بفرجٍ من عنده وإننا سنستعين بالصبر والصلاة .