الرئيسية / كتاب الموقع / من الأخلاق في القرآن

من الأخلاق في القرآن

د. بسام العموش

٣٥. قال تعالى ” وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا” ” نعم مشي بتؤدة ولطف ليس إزعاجا” ولا أذى ولا استكبارا” على عباد الله . وكم هو جميل حينما تعطي للآخر حق المرور وتساعد كبير السن والمرأة وأطفال المدارس وحامل الأشياء الثقيلة ، وكم انت جميل وأنت تشكر من قدمك فالإسلام أعطانا الآداب قبل ظهور الاتيكيت. وكم هو مكروه المتغطرس المستعلي على الناس حيث ينسى هذا أن الإسلام جعل للطريق حقا” أي لمن يسيرون في الطريق .

٣٦. قال تعالى ” ولا تعتدوا ” عظمة الإسلام تظهر في رفض الاعتداء لأنه تجاوز، ولو أخذ العالم بهذا لما رأينا مشكلة فلسطين ولا مشكلة أوكرانيا ولا حرب فيتنام ولا قصف اليابان . وعلى صعيد الأفراد لو التزموا لأرحنا المحاكم والقضاة والشرطة ولوفرنا المال والنفقات والأوقات.

٣٧. ” إن الله لا يحب المعتدين” فمن حرص على حب الله فليتوقف عن الاعتداء بالكلمة واليد والآلة . لتتوقف الاعتداءات على الجيران، لتتوقف الاعتداءات على المال العام من كهرباء وماء وأراض وممتلكات . من توقف فالله يحبه ، ومن استمر فقد حرم نفسه من محبة الله وهذه لها ما بعدها .

٣٨. قال تعالى” فجاء بعجل حنيذ فقربه إليهم ” إنه إكرام الضيف، لقد ربط الإسلام بين الإيمان وإكرام الضيف : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه . وهذا ما فعله ابراهيم عليه السلام ، جاء بعجل سمين ولم يكتف بذلك بل ” قربه إليهم ” ليتناولوه براحة ويسر ، والكريم يحبه الرب الكريم ، ومن أكرم الناس أكرمه الله ، ومن بخل فنفسه ضعيفة ردية لأنه أناني أو خائف على الرزق وهذا شك في الرزاق .

٣٩. قال تعالى ” وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما” ” المجتمع فيه العالم والجاهل ، وانت تتعامل مع الجميع، فإن تعثرت بجاهل فلا تتوقف عنده ، فإما أن تعلمه إن قبل أو تتركه لأنه لا فائدة من نقاشه، ولطالما اصطدمنا بأناس يحسبون أنهم يعرفون وليس لهم من المعرفة سوى لسان يحرك شرقا” وغربا” دون مضمون.

٤٠. قال تعالى ” وقولوا للناس حسنا” ” فالقول الحسن يقال لجميع الناس بغض النظر عن أعمارهم واجناسهم وأديانهم ورتبهم ومكانتهم . لان الحُسن واجب النشر ، مع الالتفات إلى إنزال الناس منازلهم في ظل احترام الجميع .