الرئيسية / كتاب الموقع /  استنساخ رديء .. وتناقض بسلوك القيادات

 استنساخ رديء .. وتناقض بسلوك القيادات

الرمثانت – قال الدكتور طلال الشرفات إن الأحزاب الأردنية بمجموعها فشلت حتى الآن في تمكين الشباب والمرأة، وأن هيئاتها القيادية تشكل حالة استنساخ رديء لتجربة التسعينات سيما وأن حالة الاغتراب ما بين الطبقة السياسية والشباب ما زالت قائمة وتشي بحالة من النفور الخطير الذي سيرافق المسيرة الحزبية في المرحلة القادمة، كما أن التناقض الكبير ما بين الخطاب المعلن والممارسة الحزبية ما زال سمة سلوك قادتها دون تفرقة ما بين الأحزاب الناشئة والقديمة.

وأضاف الشرفات أن الأحزاب التي ملأت الدنيا ضجيجاً بحرصها على تمكين الشباب والمرأة لم يزد نسبة الشباب في أطرها القيادية عن ٥٪؜، في حين خلت المواقع الأولى من تمثيلهم ولم يزد تمثيل المرأة عن ١٠٪؜ ودون تمثيل في رأس تلك الاطر.

وقال الشرفات في الندوة التي أقامتها جمعية الفكر والحوار بالتعاون مع جامعة عمان العربية حول الشباب والمشاركة الحزبية إن الحماس الرخو وعدم مغادرة الخطط الورقية في إدارات الجامعات أسهم – للأسف – في تأخير الانطلاقة وتمكين الشباب في الجامعات باعتبارهم الركن الأساس في إنجاح النقلة النوعية للعمل السياسي الوطني ضمن الثوابت الوطنية الراسخة وسقف الدستور، مؤكداً على ضرورة الولوج السريع في تحفيز طلبة الجامعات على الانخراط في العمل الحزبي البرامجي المسؤول.

وبين الشرفات مرتكزات التنمية السياسية القائمة على التنشئة السياسية في الأسرة والمدرسة والثقافة السياسية في الجامعات والأندية والنقابات، والمشاركة السياسية في كل الخيارات الديمقراطية النيابية والحزبية والنقابية والبلدية ومجالس المحافظات والاتحادات الطلابية.

كما أوضح أن التوافق على اختيار القيادات الحزبية خيار يقترب من العدمية ويكرّس الفردية والشخصنة، ويقتل روح المبادرة عند الشباب والمرأة ويعيد انتاج تجارب اثبتت فشلها منذ عقود، ويقزّم آفاق الخيار الديمقراطي الحر.

ودعا الشرفات الشباب إلى عدم الاستسلام لخيارات النخبة السياسية الحالية، وامتطاء صهوة المبادرة، تجسيداً للرؤى الملكية السامية وخلق حالة الإسهام الفعلي في المشاركة السياسية وصنع القرار الوطني الذي يغادر الرغبات والمصالح الشخصية إلى أفق الوطنية الرحب.

وحثّ الدكتور الشرفات على ضرورة التمسك الصادق بالهوية الوطنية الأردنية وعدم السماح بالعبث بمضامينها أو محاولات تغييبها أو الاجتهاد بخصوصها، مبيناً أن الوجود الوطني والاستقرار السياسي منوط بترسيخ الهوية والالتفاف حول القيادة الهاشمية ومؤسسة العرش.