الرئيسية / كتاب الموقع /  تجار يخربون شهر رمضان

 تجار يخربون شهر رمضان

 

بسام السلمان

من المفروض ان يشيع شهر رمضان المبارك في المجتمع الأردني أجواء السكينة، وتتنزل الرحمات، وتتطهر الانفس من شوائب الحياة، وتترقى الأرواح لتتخلص من مادية اجسادها، وتتماهي في شعور الايمان، والرضى، وهي تتعرض لأنوار الخالق سبحانه، وبركاته.
وبدلا من ان يكون هذا الشهر العظيم مدعاة للتكافل، وتعميق مشاعر الاخوة، والتي هي اسمى مستويات العلاقات الانسانية في هذا المجتمع المؤمن المتضامن الذي يشد بعضه ازر بعض، ويحمل اغنياؤه مهمة تخفيف اعباء فقرائه، فيدخلون الفرح والسرور على حياتهم ، وهم الذين تتجلى فيهم المعاناة في دورة هذه الحياة الدنيا، ومنهم من يحرم من ابسط متطلبات الحياة من غذاء ودواء وكساء، ومنهم من لا يتذوق طعم الأيام من هم الديون، وهم تعليم الأبناء في الجامعات راح بعض التجار بالتلاعب بالاسعار ورفعها وعدم التزامهم حتى بالسعر الذي فرضته الحكومة رغم علمهم ان 90 بالمية من الشعب فقراء ومعوزين فما بالك في هذا الشهر الذي يحتاج الى مصاريف زيادة ويرتبط بالعيد.

وكنا نأمل يتقاسم المؤمنون فيه بعض أعباء الدنيا التي تتراءى بصورتها الحقيقية في عيون المبصرين، وان لا تتحول علاقة الانسان بأخيه الانسان بصور أموال، ودفاتر شيكات، وعقارات ومزارع وقواشين، وقصور ودور في الدنيا نتركها خلفنا عندما نغادر سراعا ، ونؤول الى القبور، وتخلو الحياة في نهاية المطاف من كافة اشكال الحياة سوى الحي القيوم الذي يقول سبحانه وتعالى عند ذلك ” لمن الملك اليوم لله الواحد القهار” .
مجتمعنا متجذرة فيه معاني الاخوة، والتراحم، ونسيجه الاجتماعي متوازن ومتحاب تتركز فيه الخيرية. وقد مدح الله سبحانه وتعالى بقوله: ( وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم)، ووصفهم بانهم 🙁 يسارعون في الخيرات).

ولا ننكر ان هناك تجار “خيرون وطيبون ومتصدقون ” ولكن هناك ايضا تجار يحاولون تخريب شهر الفضيلة على انفسهم وتضيع صيامهم وتحويله الى جوع كلاب.