الرئيسية / كتاب الموقع / معية الله للمؤمنين

معية الله للمؤمنين

د. بسام العموش

وأنتم تقلبون صفحات القرآن الكريم في هذا الشهر الفضيل لا شك أنكم وقفتم عند ” معية الله للمؤمنين ” حيث لا حظتم انها مستمرة لا تنقطع وبخاصة من عباده المخلصين، فها هو نبي الله محمد بن عبدالله عليه السلام يلجأ إلى الغار في هجرته إلى المدينة بينما يطارده المشركون يريدون قتله أو القبض عليه فخاف عليه أحب الناس إليه صاحبه ابو بكر فما كان من الرسول إلا أن بين لأبي بكر معية الله ” لا تحزن إن الله معنا ” .

وهي نفس الكلمات التي نطق بها موسى عليه السلام لما لحق به فرعون وشك اليهود ولطموا لحظهم حيث العدو خلفهم والبحر أمامهم فنطق موسى مذكرا” بالمعية ” إن معي ربي سيهدين ” فقد أخبره الله لما ذهب هو وهارون عليهما السلام وعبر عن خوفه من بطش فرعون ” إنني معكما أسمع وأرى ” .وهي المعية التي آمن بها كل الصالحين وعاشوها ولهذا كانوا يناجون ربهم كما فعل يوسف عليه السلام لما راودته تلك المرأة فلجأ إلى من معه وهو الله تعالى ” والا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين” .

وكلما وقع المؤمنون في ضيق ويشتد شعورهم بالمعية ، فبعد وصول موسى عليه السلام إلى مدين وسقيه للمرأتين لجأ إلى الظل بلا مأوى ولا أهل ولا معين ولا معرفة ولا صداقة ناجى ربه فقال: ” رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ” فكان الجواب فورا”، ” فجاءته إحداهما “جاءه الفرج ممن هو معه رب العالمين، جاءه بزوجة وأية زوجة ” تمشي على استحياء” فالحياة بساط قدميها ” فصار له الأهل والعمل والذرية والأمن والأمان ووالد زوجته نبي من أنبياء الله !! فما أعظم عطاء الله !! .

وقد استخدم المعية زكريا لما تقدم سنه وزوجته عاقر وبقي طلبه قائما” وقدمه لمن هو معه وهو الله فقال : “رب لا تذرني فردا” فأجابه الله فورا “إنا نبشرك بيحيى”، وهو نفس الموقف لكنه أكثر حرجا من العابدة مريم: ” أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر “، كيف لعابدة المحراب الشريفة العفيفة الطاهرة أن يكون لها ولد ، فيأتي الجواب بأن لا تتكلم لان ابنها المولود الان سيتكلم ليعلم القوم بأن الأمر معجزة لا يقدر عليها إلا صاحب المعية وهو الله تعالى .

وقصص المعية لا تنتهي رأيناها في ابراهيم وإسماعيل وفي نوح وكل وهود وصالح وفي كل من يتوكل على الله ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” أي كافيه .

كلنا أصحاب حاجات فلنستشعر معية الله المؤيدة وسنجد الله معنا، أما المعية الأخرى معية الوعيد للكافرين المعاندين فلها مقال آخر .