د. بسام العموش
وهي نفس الكلمات التي نطق بها موسى عليه السلام لما لحق به فرعون وشك اليهود ولطموا لحظهم حيث العدو خلفهم والبحر أمامهم فنطق موسى مذكرا” بالمعية ” إن معي ربي سيهدين ” فقد أخبره الله لما ذهب هو وهارون عليهما السلام وعبر عن خوفه من بطش فرعون ” إنني معكما أسمع وأرى ” .وهي المعية التي آمن بها كل الصالحين وعاشوها ولهذا كانوا يناجون ربهم كما فعل يوسف عليه السلام لما راودته تلك المرأة فلجأ إلى من معه وهو الله تعالى ” والا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين” .
وكلما وقع المؤمنون في ضيق ويشتد شعورهم بالمعية ، فبعد وصول موسى عليه السلام إلى مدين وسقيه للمرأتين لجأ إلى الظل بلا مأوى ولا أهل ولا معين ولا معرفة ولا صداقة ناجى ربه فقال: ” رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير ” فكان الجواب فورا”، ” فجاءته إحداهما “جاءه الفرج ممن هو معه رب العالمين، جاءه بزوجة وأية زوجة ” تمشي على استحياء” فالحياة بساط قدميها ” فصار له الأهل والعمل والذرية والأمن والأمان ووالد زوجته نبي من أنبياء الله !! فما أعظم عطاء الله !! .
وقد استخدم المعية زكريا لما تقدم سنه وزوجته عاقر وبقي طلبه قائما” وقدمه لمن هو معه وهو الله فقال : “رب لا تذرني فردا” فأجابه الله فورا “إنا نبشرك بيحيى”، وهو نفس الموقف لكنه أكثر حرجا من العابدة مريم: ” أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر “، كيف لعابدة المحراب الشريفة العفيفة الطاهرة أن يكون لها ولد ، فيأتي الجواب بأن لا تتكلم لان ابنها المولود الان سيتكلم ليعلم القوم بأن الأمر معجزة لا يقدر عليها إلا صاحب المعية وهو الله تعالى .
وقصص المعية لا تنتهي رأيناها في ابراهيم وإسماعيل وفي نوح وكل وهود وصالح وفي كل من يتوكل على الله ” ومن يتوكل على الله فهو حسبه ” أي كافيه .
كلنا أصحاب حاجات فلنستشعر معية الله المؤيدة وسنجد الله معنا، أما المعية الأخرى معية الوعيد للكافرين المعاندين فلها مقال آخر .