الرئيسية / كتاب الموقع / بوحدتنا الفولاذية .. سنفشل مخططات الأعداء!

بوحدتنا الفولاذية .. سنفشل مخططات الأعداء!

د.زهير أبو فارس

الكل في بلادنا ، من النخب السياسية والاجتماعية إلى المواطن العادي، يستشعر الخطر على الاردن وطنا ونظاما سياسيا، الذي يمثله الكيان الصهيوني بقيادته الموغلة في التطرف والعنصرية ، أمثال سموتريتش ، وبن غفير، ونتانياهو ، ومن على شاكلتهم ، بل ان الخطر يتفاقم وتتسارع وتيرته من خلال الإجراءات العملية على الأرض الفلسطينية .وما يجري في القدس من استباحة وتدنيس للمسجد الأقصى المبارك ، وما يرافقه من قمع وتنكيل، لا مثيل له، منذ عصور الاستعمار الوحشية تجاه الشعب الفلسطيني، بهدف واضح ومعلن ، وهو السيطرة على الحرم القدسي بالكامل، وتغيير الوضع القائم لفرض واقع جديد ، لطالما حلموا به، بدأ بالتقسيم المكاني والزماني في ممارسة طقوسهم التوراتية، وصولا الى بناء هيكلهم المزعوم على انقاض المسجد الأقصى. وتلاميذ جابوتينسكي، ومائير كاهانا ، وغولدشتاين ، ومعهم امناء الهيكل والعديد من المنظمات الاستيطانية، على قناعة تامة بأن الوقت قد حان لتنفيذ احلامهم التوسعية الاحلالية القديمة . والائتلاف الحاكم الذي يضم عتاة الصهيونية الدينية والقومية الفاشية ، عقدوا العزم على تنفيذ هذه المخططات مهما كان الثمن، ضاربين بعرض الحائط كافة الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق الدولية. وما يزيد الأوضاع تعقيدا وخطورة، ان تنفيذ مخططهم العدواني يجري في ظل حالة من الضعف والتشتت العربي ، وظروف اقليمية ودولية مواتية للافلات من أية ضغوطات او معيقات ، ؤبخاصة مع انحياز الغرب التاريخي لإسرائيل منذ قيامها وحتى الساعة . حيث لم يبق في ساحة الصراع والمواجهة لمخططاتهم الشيطانية سوى الفلسطينين ألمدافعين ببسالة ، قل نظيرها ، عن أرضهم وقدسهم ووطنهم التاريخي، ومعهم الشعوب العربية والاحرار في العالم.

لقد وقف الأردن قيادة وشعبا، ولا يزال، بكل ما يملك من إمكانيات ونفوذ، على مختلف المستويات ،وفي كافة المحافل عربيا ودوليا ، لارتباطه العضوي بفلسطين وأهلها، ومسؤولياته التاريخية تجاه القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، وقدم في سبيل ذلك قوافل الشهداء فداء للقدس وفلسطين، وموقف الأردن المشرف بقيادة جلالة الملك من صفقة القرن ، على الرغم من الضغوطات الهائلة التي تعرض لها ، دليل ساطع على علاقة بلدنا بفلسطين وقضيتها العادلة .

ويقينا، ان هذه المرحلة من الصراع مع العدو، هي الأكثر خطورة منذ إنشاء الكيان الصهيوني، بل ان أطماعه التوسعية في السيطرة الكاملة على مجمل الأرض الفلسطينية ،على طريق إنجاز مخططه في يهودية الدولة وتهديداته العلنية للأردن . . تتطلب نهجا جديدا للمواجهة يتلاءم وخطورة التحديات الانية والقادمة، وهذا يستوجب تمتينا للجبهة الداخلية ، وحشدا واستنهاضا لطاقات وامكانات شعبنا الكامنة والهائلة، والتفافا حول قيادتنا الهاشمية، وتحويل الأردن إلى حصن منيع عصي على الاختراق.

ولتحقيق ذلك ،ولحشد جماهير شعبنا في معركة المواجهة والتصدي للاخطار القادمة، لا بد من الانتقال الفوري إلى نهج عنوانه : الانفتاح والمكاشفة مع الشعب حول الأخطار الوجودية المحدقة بوطننا، والعمل الجاد والسريع على إنجاز المشروع الوطني للإصلاح والمشاركة السياسية، الذي أطلقه الملك ، مما يساعد في إلوصول إلى دولة المواطنة والقانون ، ويعزز قيم الولاء والانتماء للوطن ، والاستعداد للتضحية والفداء من أجله. وشعبنا الاردني الأبي مفطور على هذه القيم النبيلة والاصيلة ، وهو على استعداد دائما للصبر على الصعوبات،مهما كانت ، وشد الأحزمة، والتقشف ، والقبول بالقليل في سبيل الوطن والكرامة ، شريطة إشاعة العدالة وتكافؤ الفرص ، ومواجهة كل أشكال الفساد والتطاول على المال العام.

واذا كان الأعداء يراهنون على الصعوبات الاقتصادية التي يعاني منها بلدنا، وما قد يكيدونه من تدبير للفتن والفرقة بين أبناء الشعب الواحد، فهم واهمون، ولا يعرفون معدن الأردنيين، الذين اثبت تاريخهم المجيد انهم الاشجع ،والاشد بأسا واستعدادا للتضحية والفداء دفاعا عن وطنهم ، ولا يثنيهم او يزحزحهم قيد انملة ممارسات قلة من المشككين والمناكفين وأصحاب المصالح الذاتية ، الذين-وللاسف- لم يرتقوا بوعيهم بعد إلى مستوى الأخطار التي تحدق بنا جميعآ .فالأردن وطن لشعبه الطيب الأصيل واجياله القادمة ، وسيبقى دوما الوطن الاعز، والاقوى، والأقرب للقدس وفلسطين ،مهما كانت الأخطار . ووحدة شعبه الفولاذية وقيادته الحكيمة ستفشل كافة مخططات ومؤامرات الأعداء!

* عضو مجلس الاعيان