الرئيسية / كتاب الموقع / ادعوا لها في هذه الساعة المباركة

ادعوا لها في هذه الساعة المباركة

بسام السلمان
كتبت بلهفة” يتحدثون عنك أمامي ولا يشعرون بي” يلوموني وكأنني لا أريد انجابك ماذا أفعل ؟؟؟ فعلت كل ما بوسعي كي تأتي لكنك لم تأتي شربت كل مالم يشرب وأكلت كل ما يأكل حتي انهكت جسدي وتعبت صحتي وضاع عمري بين هذا وذاك لعلي أجد الدواء لدائي لكن دائي بيد الله وحده ألا تشعرون به في عيني ؟؟ ألا تجدونه في نبرة صوتي الحزين حين أتحدث عن الأطفال؟ اتركوني اذن أتجرع مرارة فقده وحدي اتركوني وشأني وإن رايتموني سعيدة حاولوا أن لا تحطموا ابتسامتي وسعادتي بأسألتكم اتركوني وحدي فأنا لم أشتكي لكم .. ياااارب أطعم كل محروم اللهم لا تذرني فردا وانت خير الوارثين.
رسالة امرأة عانت الكثير، فهي عاقر منذ سنوات ولم تنجب، ولم تتوقف عن السعي وراء هذا الامر مقرنة كل حركة وكل تصرف بإرادة الله سبحانه وتعالى فهي عقلت وتوكلت وتنتظر الفرج من رب العالمين، صبرت على الامتحان الذي ابتلاها فيه الله سبحانه وتعالى وهو اعلم بحالها وحالنا
تستيقظ كل يوم والتعب باد عليها، ساعات النوم لم تعد تفيدها، فهي ما زالت تشعر بألم ينهش داخلها، تقف لدقائق أمام المرآة، لا شيء تغير؛ وجه شاحب، عينان أثقل كاهلهما البكاء، تسأل نفسها: أين اختفت ابتسامتي؟ هي تعرف الإجابة، تعرفها جيدا، لكن عقلها مرهق من كثرة التفكير والبحث عن مبررات، أصبحت تخاف الأسئلة والاستفسارات، فكل شيء يصب في مجرى واحد: “أنا لم أنجب أطفالا”.
تميل إلى الوحدة، فتواجدها مع الآخرين يُنهك روحها، كثوب باهت، بقي لساعات طويلة تحت أشعة الشمس. تؤمن في قرارة نفسها أن ما باليد حيلة وأن الله هو الرزاق، عالم الغيب، إلا أن الناس من حولها لا ترحم؛ يقتحمون الخصوصية بفجاجة، يتقنون فن الإيذاء، إما بكلمات جارحة أو بنظرات انتقاص. جارتها ترتعب كلما رمقتها متجهة نحو صغيرها، تسحبه إلى داخل البيت بسرعة كأن وحشا ما سيلتهمه، صديقاتها يشفقن على حالها، إذا ما صادفنها وحيدة تتجول، تتلمسن بطنها بحزن، محاولات كشف موطن العطل والعطب، حتى أقرب الناس إليها، يتحسرون على ما آلت إليه أوضاع حبيبتهم، تُرعبها تكاليف الكبر، دون طفل يؤنس وحدتها.
وانني في هذه الساعة التي قد تكون اخر ساعة من ساعات شهر رمضان ادعو الله سبحانه وتعالى ان يحقق لها امنياتها ويرزقها الولد” ذكر او انثى ” الصالح والذي يسعدها في الدنيا والاخرة، وانتم اخواني واخواتي ادعوا لها في هذا الساعة المستجابة عند الله سبحانه وتعالى عسى ان تكون دعوة من احدكم مستجابة.