حال أمتي

د. بسام العموش

لا شك أن تناول الشأن العام فضيلة وواجب، لكن يجب أن لا يكون تناول اليائسين، ولا تناول العاطفيين الذين يطيشون على شبر ماء، ولا تناول العرافين الممارسين للعبة الأرقام !! .

يجب أن يكون التناول علميا” وواقعيا” ، يصف الداء ويقترح الدواء، هناك من يصف الداء فيوصل الناس لليأس ثم تبدأ عمليات الإحالة على القدر، وهناك شبه عجز في وصف الدواء، لأن الأمر لا يتعلق باقتراحات فرد هنا وهناك تحت عناوين متعددة : ” انظر شروط النهضة لمالك بن نبي ” وانظر شعار ” الاسلام هو الحل”.

وشعار ” أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة” بينما حملة هذا الشعار كانوا في دولتين متجاورتين وفي عداء مستمر !!.

لا يمكن أن تكون نهضة الأمة باقتراح مفكر واحد ولا اتجاه واحد ولا عبر الزعيم الملهم معبود الجماهير وخادعها وبطل هزيمتها ، ولا عبر ملك ملوك أفريقيا الذي قلد الآخرين تحت عنوان الثورة الثقافية فأحرق أحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم !! حالنا مخز سياسيا” واقتصاديا” واجتماعيا” وتعليميا” وإعلاميا” وفنيا” وفكريا” ، وها هي مظاهر الخزي في سوريا المحتلة من ثلاث دول ، وفي العراق الذي يعاني من الطائفية ، وفي ليبيا الممزقة، وفي السودان المشتعل والذي يستعد لانقسام جديد بعدما قسمة السجين عمر البشير ، وفي اليمن الشقي الذي ذهبت سعادته أدراج الرياح ، وفي لبنان المنهار اقتصاديا” والمحتل ميليشيا” !! بينما بقية الدول تعاني اما اقتصاديا” كما هو حالنا في الأردن ، أو سياسيا” كما هو الحال في تونس .

نريد من الغيورين أن يجتمعوا للتداول بروح الغيرة والرغبة والإصرار على رسم معالم الخلاص دون برمجة سابقة ولا تبعية ولا ذيلية ولا رغبة في انتصار فريق على آخر فليس لدينا ما نقتتل عليه لأن اطلال البناء الوطني والقومي والإسلامي واضحة للعيان ولا نريد البكاء على الاطلال ولا العيش في التاريخ ولا اللطم بل التطلع للمستقبل برؤية جديدة بعد فشل التجارب الوطنية والقومية والبعثية والناصرية والإسلامية .

نقطة البداية ” الاعتراف ” ومن ثم البحث عن ” الخلاص” .

فمن يعلق الجرس؟..