نساء جميلات.. داخل المول

 

بسام السلمان

دخلت الى مول المدينة الكبير، اخذت احدى العربات التي يحمل عليها المتسوقون ما اختاروه من بضائع ما ارتفع سعرها وما قل، تجولت في كل اركان المول، تمتلك ابتسامة عريضة تشعر من يراها كم هي سعيدة في حياتها.

كانت سعيدة جدا وهي تتجول بين المواد الغذائية وتتناول بعضها، تقول في نفسها “هذا الطعام يحبه ابني جميل وهذا الشراب يحبه ابني جمال وهذا النوع من الكريمات تحبها ابنتي فائقة وسوف اسعدها بعلبتين بدل الواحدة، وهذا  وهذا وهذا لم تترك نوعا من انواع الطعام او الشراب او الكريمات والشامبوهات الا وتفقدتها، استمرت في اكثر من ساعتين في ممرات وطوابق المول حتى انها زارت قسم الالبسة واختارت بدلة ذات لون رمادي وقميص اسود وربطة عنق سوداء، تحب هذه الالوان، اختارتها لزوجها، وقالت في نفسها” زوجي يحب هذه الالوان، ولم تنس ان تزور قسم العطور وتختار بعينيها اجمل العطور النسائية، لم ترش منها ابدا كغيرها من المستسوقين، لانها متأكدة من حرمة استعمال هذه الاشياء. قالت” اجمل هدية احبها العطور وخاصة تلك الخفيفة، اعادت زجاجة العطر الى مكانها وقالت لن اشتري لنفسي اي شئ، زوجي واولادي احق بثمن هذه الزجاجة، ثم انا احب ان يهدى اليّ العطر.

وصلت الى مكان اصطفاف العربات، ركنتها مكانها وغادرت المول لانها بالاصل لا تملك حتى ثمن ربطة خبز لاطفالها.

سألت احدى العاملات في المحاسبة زميل لها عن تلك السيدة وتجوالها لساعات دون ان تتسوق اي شيء وعادت بالعربة مثلما اخذتها، ابتسم لها وقال هي كل اسبوع تزور المول لكنها لا تشتري اي شيء، تدخل وتجر عربة وتعود بعد ساعات الى المكان الذي بدأت به، تغادر المول وهي اسعد الناس.