ومن شدة الزعل مرض فذهب للمستشفى الحكومي وإذ به يدفع ، ولما كتب الطبيب الوصفة وإذ بالدواء الأساسي غير موجود فذهب يتوسل من يقرضه لشراء العلاج لكنه لم يجد فازداد ألما” وأصابته جلطة ولم تكن نهاية الدفع لأنه مطالب بثمن القبر وثمن شهادة الوفاة وتكاليف العزاء حيث يحضر” المحبون الحزينون جدا” ” وقت الغداء كي ينسفوا ما على الطاولات ” فنحن أمة الحزام الناسف” . عاش صاحبنا مقهورا” وغادر مجلوطا” مع انه لم يشتر سيارة ليدفع الجمارك ولم يشتر بيتا” ليدفع المسقفات ولم يفتح محلا” تجاريا” لانه لا يملك رسوم رخص المهن والعلامات التجارية لكنه كان دافعا” مستمرا” لضريبة المبيعات واثمان المياه والكهرباء والإنترنت .
غادر المرحوم مع انه كان يتمنى أن يجد مقابل ما يدفع في طريق معبد ومدرسة مناسبة ودواء يقاوم به المرض ، وحديقة جميلة يستغني بها عن السفر إلى الخارج . كان يظن أن عصر الطوابع قد ولى . وان القسم على خدمة الأمة من عشرات المسؤولين لم ير لها ثمرة تذكر .
غادر وفي نفسه غصة مع انه طيب القلب ومحب لبلده واذا جد الجد فإنه على استعداد ليقدم دمه وروحه ولكن عشقه في حب عذري بخلاف محبي المصالح لأنه كان ينظر للوطن أنه أم وليس بقرة حلوبا” .
رحمك الله ارتحت، وكن على يقين أن تلقيني لك هو عبارة :
عند الله تجتمع الخصوم .