الرئيسية / كتاب الموقع / شِعْب أبي طالب وغزة

شِعْب أبي طالب وغزة

بسام السلمان
الرمثانت
لا يشبه حصار شعب ابي طالب من قبل الكفار الا حصار غزة، فقد اجتمع كفار مكة اجتماعًا طارئًا وعاجلاً كما فعلت امريكا وغيرها من داعمي الدولة الصهيونية، اجتمعوا بعدما رأوا من وقوف بني عبد مناف للدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وخرجوا في نهاية الأمر بقانون جديد، فقد ابتكروا وسيلة جديدة لحرب أهل الإيمان، وقرروا بالإجماع أن ينفذوا هذا القانون، كان هذا القانون هو “المقاطعة”، تفعيل سياسة الحصار الاقتصادي لبني عبد مناف، وإعمال سياسة التجويع الجماعي لهم، سواءٌ أكانوا كفارًا أم مسلمين.
واتفق كفار مكة على صياغة القانون الذي يخالف كل أعراف وتقاليد وقيم مكة السابقة، ليس مهم الانسانية لان المصالح تتقدم على الأعراف والقوانين، فليس هناك مبدأ يُحترم، ولا قانون يُعظّم، ولا عهد يبجل، فماذا صاغوا في هذا القانون؟! على أهل مكة بكاملها يلي: أن لا يزوّجونهم ولا يتزوجون منهم، وأن لا يبايعوهم، لا يبيعون لهم ولا يشترون منهم، وأن لا يجالسوهم، ولا يخالطوهم، ولا يدخلوا بيوتهم، ولا يكلموهم، وأن لا يقبلوا من بني هاشم وبني المطلب صلحًا أبدًا، ولا تأخذهم بهم رأفة حتى يُسْلموا رسول الله لهم للقتل.
فقد قُطع الطعام بالكلية عن المحاصرين، لا بيع ولا شراء، حتى الطعام الذي كان يدخل مكة من خارجها وكان يذهب بنو هاشم لشرائه، كان القرشيون يزيدون عليهم في السعر حتى لا يستطيعون شراءه، ومن ثَمَّ يشتريه القرشيون دون بني هاشم. وقد بلغ الجهد بالمحاصرين حتى كان يسمع أصوات النساء والصبيان يصرخون من شدة وألم الجوع، وحتى اضطروا إلى اكل أوراق الشجر، بل وإلى أكل الجلود، وقد ظلت هذه العملية وتلك المأساة البشرية طيلة ثلاثة أعوام كاملة، ثلاث سنوات من الظلم والقهر والإبادة الجماعية.
هي الصورة الجاهلية للأسف تكررت بعد ذلك كثيرًا بعد ذلك بقرون في العراق وفي ليبيا وفي السودان وفي أفغانستان وفي الصومال وفي إيران وفي لبنان وفي فلسطين، وما حصار غزة منا ببعيد!
والان، في وقت حديث السلاح تتفق اسرائيل مع مناصريها على حصار غزة، قطعت عنها الماء والكهرباء والطعام والدواء وارسلت اليها الصواريخ والقتل والدمار.
واسرائيل دولة معروفه بانها دولة الاجرام والفصل العنصري وقتل الاطفال والنساء والابرياء وتعمل منذ وجودها على حرمان سكان الأرض المحتلة من الغذاء والكهرباء.
وستصمد غزة رغم حصارها من القريب والبعيد، وستنتصر غزة في ذات يوم ولن يكون بعيدا عنا ان شاء الله، وسنحتفل في كل مكان بنصر الله القريب.
اللهم فك اسرهم وارفع عنهم البلاء والحصار والظلم وكن معهم فقد خذلهم القريب قبل البعيد.