الرئيسية / كتاب الموقع / الدعاء وهو اضعف الايمان

الدعاء وهو اضعف الايمان

 

بسام السلمان

والله انني اشعر بالخجل من اهلنا وانا ادعو لهم، وخجلي لانني اشعر بأنه ليس خالصا لوجه الله وانما هما واريد ان ازيحه عن ظهري ووجبا اريد ان اقدمه كغيري من الناس.

ووالله انني ارى اغلب الناس في المساجد، عندما يدعو الامام في صلاة الجمعة وفي الوتر كأنما هم يؤمنون خلفه واجبا وليس حبا، وكأني بهم يتمنون ان يختصر خطيب الجمعة وإمام الصلاة حتى رفع الايدي الى الله يكون بتكاسل وحتى قول آمين فإنه لا يدل في كثير من الاحيان على صدق المؤمّن، وأشعر بها تخرج من اللسان  فقط وليس من القلوب والعقول، فالنصر بالدعاء يحتاج الى الهمة والاخلاص والاستمرار ففي غزوة بدر، التي انتصر فيها المسلمون على المشركين انتصاراً عظيما، وكانت فرقاناً بين الحق والباطل، وبدايةً للميلاد الحقيقي للدولة الإسلامية الجديدة في المدينة المنورة، إذ لم تقتصر آثار هذه الغزوة المباركة على المسلمين والمشركين واليهود في مكة والمدينة المنورة فقط، بل امتدت آثارها على الجزيرة العربية كلها، وعلى العالم كله بصفة عامة، قال الله تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}

والمتأمل في غزوة بدر يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أكثر فيها من الصلاة والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل، طلباً لنصره على الكفار الذين يريدون القضاء على الإسلام وأهله

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: (لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلا، فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه: اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تُعْبد في الأرض، فمازال يهتف بربه مادا يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل:{إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ).

ومن المعلوم يقيناً أن النصر من عند الله عز وجل، قال الله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ، ولذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم في غزواته كلها شديد الاجتهاد في الدعاء لربه بطلب النصر، وفي ذلك تربية للصحابة رضوان الله عليهم، ونحن من بعدهم، على أن الدعاء في الجهاد والحروب ـ مع الأخذ بالأسباب وإعداد العدة {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ) من أسباب النصر على الأعداء.

والدعاء لاهلنا في حربهم مع الكقتلة والمجرمين يعتبر اضعف الايمان واقل ما نقدمه لهم.