نظافة المساجد

بسام السلمان

سألته شو اسمك قال مصطفى قطيفان، كان طفلا لم يتجاوز السابعة من عمره، وقفت الى جانبه في صلاة الجمعة، كان انيقا لباسه كأنه صباح يوم العيد، وعندما خرجنا من المسجد كان هو اخوانه وابناء عمومته وجيرانه يتيميزون بلباس انيق ونظيف وجميل، لباس الجمعة الذي دعانا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَرَأَى عَلَيْهِمْ ثِيَابَ النِّمَارِ، فَقَالَ: مَا عَلَى أَحَدِكُمْ -إِنْ وَجَدَ سَعَةً- أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِجُمُعَتِهِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ؟»، وثياب النمار هي ثياب مخططة من الصوف، ويبدو أنها كانت رديئة أو غير نظيفة.

وقالت احداهن”قبل عقدين من الزمن كان جدي يتهيأ لصلاة الجمعة فيقلم اظافره ويتعطر ويرتدي ثوبا جميلا نظيفا(ليس بيجامة التريننغ او دشداشة النوم) وكان يضع على رأسه (التي لم تنحني الا لله) قضاضة بيضاء(الغترة) ويرخي على كتفيه عباءة سوداء وينتعل حذاء جلد لامع (وليس شبشب او شحاطة البيت) كان يبدو وكأنه عريس يتجهز للزفاف….. ومثله كل رجال قريتي… كانوا يدركون انهم وفدا سيمثل بين يدي الله.

هذه المقدمة احببت ان ابدأ بها لاقول ان نظافة المسجد تبدأ من عندنا وليس من عند خادم المسجد او القائمين عليه مع ان عليهم دور كبير في العناية بالمساجد كونهم قائمين على خدمته بأجر وهو الراتب الشهري وإنْ اخلصوا بعملهم لله لهم اجرا عظيما، المهم نظافة المساجد تبدأ من اجسادنا فليس من المعقول ان ندخل الى المسجد ورائحة العرق تفوح منا وروائح الثوم والبصل التي نهى عنها الرسول الحبيب عليه السلام وايضا وهو امر منتشر وللاسف بكثر رائحة الدخان الكريمة تخرج من افواه بعض المدخنين الذين لا يعتنون بنظافة اسنانه سواء كان بالمسواك او بفراشة ومعجون الاسنان، فيكون ضررا كبيرا على المصلين لدرجة انني  اردت  في احدى المرات ان اقطع صلاتي واخرج من الصف لسوء رائحة فم احدهم من الدخان.

ومن المفروض ممن توجد لهم رائحة سيئة بارجلهم تغير الجرابات باستمرار فكثير من المصلين يشكون من رائحة السجاد واظن ان البخور والعطور رخيصة الثمن التي يستعملها بعض القائمين على المساجد لن تغير تلك الروائح بل انها تزيد الحساسية لدى المصلين.

وكما يقول المثل 100 عطار ما لحق على…

وقد قال تعالى: {يَا بَنِي آَدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ}

يا الله كم اتمنى لو تصل رسالتي هذه الى جميع المصلين.