قصة فاطمة

بسام السلمان

يقول الراوي

فاطمة خادمة إندونيسية، كنت أشاهدها في بيت صديق لي وأرها دائما متعبة وتعمل بتباطؤ، فقد بلغت من العمر الخامسة والخمسين، ثم أصيبت بمرض السكري، سألت صديقي مرة”  أما آن لهذه المسكينة أن ترتاح ؟؟” أجابني” أولادها بالجامعة كان الله في عونها”.

بعد فترة سألت عن فاطمة، ابتسم صديقي وقال” فاطمة ارتاحت وجلست في منزلها” قلت” يحق لها فقد تعبت كثيرا ً”

لمعت عينا صديقي ببريق غريب تفاجأت منه، ابتسم ابتسامة جميلة، سألته” ماوراءك ؟

قال” فاطمة حققت هدفها فهدأ بالها واطمأنت نفسها فتوقفت عن العمل “.

سألته مرة اخرى” وما كان هدفها ؟ تعليم أولادها ؟ هل تخرجوا ؟ ذهب صديقي إلى أحد الأدراج وأخرج منه صورة مسجد جميل أنيق صغير كتب على حَجَر رخامي كبير في مقدمته عبارة بالخط الأسود “مسجد فاطمة ” قلت” ما هذا ؟

قال” هذا هو هدف فاطمة الذي حققته لقد كان هدفها أن تبني مسجدا ًمن تعبها وعرقها ليكون صدقة جارية لها وبركة في حياتها وبعد مماتها ”

عندما سمعت الخبر دارت بي الدنيا ولفت، وصغرت نفسي أمام عيني، أحسست أنني قزم أمام عملاق اسمه فاطمة.

فاطمة الخادمة وضعت لنفسها أهدافا ً سامية نبيلة أخروية وليس مجرد هدف اوحلم حلمت به وتقاعست ثم تمنت ان يفتح الله لها أبواب الرزق لتحققه، بل أتبعت الهدف سعيا ًحثيثا ًوعملا ًدؤوبا ًوهمة لا تنقطع .

هذه قصة فاطمة وهناك قصص كثيرة عن اناس لم يتعبوا بالمال وصرفوه في اوجه سيئة وعداد سيئاتهم لا يتوقف، مثل الربا والمساهمة في شركات تتعامل مع العدو واناس يشترون من هذه الشركات.

وايضا هناك اناس طيبون هدفهم عمل الخير وتقديمه لاهله، وهناك مساجد في الرمثا تحتاج الى امثال فاطمة، مساجد اعلم عنها وكتبنا عنها ولكنها لم تجد فاطمة ولا حتى جزءا من همة ونية وعمل فاطمة.

او بناء غرفة صفية في مدرسة تعاني من اكتظاظ الطلبة وهو ما يطلق عليه بالوقف التعليمي.

اعملوا لاخرتكم فإن الورثة سوف يتمتعون باموالكم وقد ينسى الكثير منهم انكم يوما ما كنت معهم وتصبحوا في حياتهم رقما يورث رقما.