الرئيسية / كتاب الموقع / من لا يشكر الناس لا يشكر الله

من لا يشكر الناس لا يشكر الله

بقلم: الدكتور عماد نعامنة

عطوفة الأخ العزيز الدكتور عبد الله حسين الزعبي حفظه الله  سلام الله عليكم ورحمة من لدنه وبركاته أما وقد عزمت بعد التوكّل على الله أنْ تترجّل من على صهوة جوادك الذي طالما أطلقت له العنان في ميادين العمل والعطاء طيلة مسيرة حافلة بالإبداع والتميّز عزّ نظيرها، فإنّه لا يسعنا إلّا أن أعبر لشخصكم الكريم عن بالغ التقدير والامتنان، مسطّرًا لكم بمداد من نور قناطيرَ  مقنطرة من الشكران، وألوفًا مؤلفةً من العرفان؛ تلقاءَ ما قدّمتتموه من عصارة فكركم الوقّاد وعطائكم الدفّاق في النهوض بأمانة المسؤولية بجدّ وإخلاص ونكران للذات؛ حتى غدت إنجازاتكم الثرّة يشير إليها بالبنان كلّ قاصٍ ودانٍ ، وأضحتْ محطّ فخر واعتزاز وموضع ثقة وتقدير، بل غدتْ مثالًا يُقتديه وأنموذجًا يستنير به كلّ وطنيّ غيور على نهضة وطنه وتقدّمه وتحضُّره، وكلّ تربويّ حريص على رفعة رسالة التربية والتعليم وعلوّ شأنها لترقى مصافّ الأنظمة التربويّة العالميّة، ولا سيّما أنّكم تمكّنتم بكل جدارة واقتدار من قيادة إدارة تعدّ قلب الوزارة النابض، وعصب حياتها، وشريان ديمومتها الذي يمدّها بالكفايات البشريّة والكوادر الفاعلة والأيدي العاملة… تلكم هي إدارة الموارد البشرية، تلك الإدارة التي ما أسلمت قيادها يومًا بأقصى معايير النجاح وما أرخت خطامها حينًا بأعتى مقاييس الفلاح إلّا لأمثالكم من المغاوير ذوي البصر النافذ والبصيرة الثاقبة. ولا أقول إنّ مغادرتكم حصنكم العزيز عليكم  نهاية المطاف ولا حتّى استراحة محارب أبدًا، وإنّما إنّني لعلى يقين تامّ بأنّ مغادرتكم وزارتنا الحبيبة ما هي إلا محطّة انطلاق أخرى بعزم ورباطة جأش نحو ثغر آخر من ثغور  أردنّ المجد والفخار أردنّ أبي الحسين المفدّى،  تُواصِل فيه سيرورة تميّزكم وصيرورة مثابرتكم؛ فبفضل الله وتوفيقه كما بدأتم مسيرتكم العمليّة تميُّزًا وإبداعًا فقد أتمَمْتموها بأكثرَ منها توقُّدًا واتّقادًا، ولستُ بمُغالٍ إنْ قلت إنّك بِذا قد أتعبتَ مَنْ بعدَك. أخي الموقّر د.عبدَ الله أبا زيد،  سِرْ عزيزًا يرعاك الله، فلا كبا بك الفرس، وامضِ ماجدًا على عَيْنَيْ ربّ ذي العزّة والجلال؛ فحسبك أنّك تركت لمن بعدك سيرة عطرة لا تعلوها  غبرة ولا ترهقها قترة.   وما كلماتي الشحيحة تلك في حقّكم ما هي سوى شكرٍ لله تعالى؛ فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، كيف لا وأنتم وسيّد من سادات العشيرة والديرة، ومن أعزّ كِرام الأناسيّ وأندى خيارهم، وإنّى لا يعروني أدنى شكّ، ولا يخامرني أقل ظنّ بأنّك ستبقى كما عرفناك ابنًا مخلصًا لوزارتنا الحبيبة بارًّا بها ولها، لا تمطر لها سوى الفضائل والمكارم، فهيهات أنْ يعرف الغيظ طريقًا إلى قلبك الكبير، ولسانك حالك يردّد:  أينّما حلّ الكرام تحلّ المكارم       وتأتي على قدر الرجال الفضائل أسامح في ذات حقّي ولا أخاصم   لا يحمل الحقد من تعلو به المنازل    ماذا عساني بعدُ أنْ أقول، ولو امتشق اليراعَ ثانيةً عبدُ الحميد الذي بُدئت به الكتابة، ولا حتى الذي خُتِمت به ابن العميد، وراح يخطّ كلٌّ منها ما أوتيَ من بلاغة الحرف السديد، ما استطاع أيٌّ منهما أن يوفيك حقّك عرفانًا وتقديرًا وتسطيرًا لمآثرك العظام، بل لو استحالت بحور الأرض مدادًا لكلمات الشكر والثناء لجفّتْ قبل أنْ تسطّر مِعْشار ما قدّمت يداك من إنجاز وأداء وعطاء؟ .