الرئيسية / كتاب الموقع /  اقتصادك يا بلدي

 اقتصادك يا بلدي

د. بسام العموش

ربما يعترض بعض الفضلاء على كتابتي في الاقتصاد وانني غير مختص فيه ، هذا صحيح لكنني اعتبر ما أكتبه مشاركة وتساؤلات مشروعة رغم أنني درست قبل خمسين سنة مادة الاقتصاد السياسي على يد الدكتور إبراهيم دسوقي أباظة وهو من فحول الاقتصاد ، وقرأت شيئا” عن ” مالتوس” وعشت في البرلمان أربع سنوات وفي الحكومة سنة ونيف وفي الأعيان سنتين وخلال هذه المدد الزمنية كنا نناقش الموازنات ونحصل على ثقافة اقتصادية . على كل حال فإنني ومن باب الغيرة على بلدي المستهدف من أعدائه ومن لصوص يعيشون فيه ومن سياسات خرقاء لم تبعث لي كمواطن أية رسالة إيجابية في الاقتصاد!!! المديونية تزداد والعجز مستمر والأسعار لهيبها يحرقنا، والفقر والبطالة سيدا الموقف ، والاستهلاك هو العنوان الرئيس ، والاستيراد أغرق بلدي . مع مذبحة غزة نادينا بالمقاطعة الاقتصادية فوجدنا أنفسنا تحت المطر !! ماذا نقاطع؟ السيارات كلها مستوردة ، وقطع الغيار مستوردة ، والإكسسوارات مستوردة ، والكهربائيات والمواد المنزلية والقماش والاحذية ، حتى سجادة الصلاة علينا أن نشكر الصين عليها .

علينا اذا اردنا ان نتحدث عن الوطن والوطنية وخدمة الأمة أن نبحث في موجودات الذاتية وصادراتنا الوطنية وعما يمكن أن نستغني عن استيراده لنوفر العملة الصعبة . هل تقوم الحكومة بتوجيه الناس نحو ترشيد الاستهلاك ؟ هل تشجع الصناعة الوطنية ؟ هل تتوقف عن قروض البنك الدولي ؟ هل تقدم موازنة بلا عجز ؟ هل تعيد النظر في قانون تقاعد الوزراء والوظائف العليا ورواتب الشركات والمؤسسات العامة لتعود إلى وضع يتناسب مع قدراتنا الاقتصادية ؟ هل تسترد المال المنهوب ؟ هل تتوقف سياسة عطايا الفلل ونحوها ؟

لا تطالبوا وطنا” مرهونا” إن يصمد أمام التحديات لأن الواقع يقول : الكف لمن ضربه .

الله يسلمكم من كل أذى