الرئيسية / كتاب الموقع / الرمثا عابرة القارات.. الرمثا غير

الرمثا عابرة القارات.. الرمثا غير

بسام السلمان
ليس تحيزا لاني رمثاوي، لا والله وانما هي شهادة لواقع استثنائي عشناه منذ زمن بعيد، واقع اردني و عروبي واسلامي يحمله ابناء هذه المدينة التي تميزت باسم “ام اليتامى ” وهذا الاسم قديم ولدت وانا اسمعه جنبا الى جنب مع اسم “صبيان الصويت ” ولست متأكدا من سبب التسمية وهو ليس مدار حديثي انما ما شاهدته خلال الايام الماضية من هبة الخير التي قام بها الرماثنة في اطلاق شعلة الخير في مساعدة الاشقاء السوريين جعلتني استرجع احداث مضت عشناها دعما للاشقاء في كل مكان من خلال مبادرات يقوم بها الصغار قبل الكبار.
واظن ان الكل يعرف بما قام به ابناء الرمثا عام 1991 من اعتراض طريق قافلة الخزي التي كانت تتجه الى القوات الامريكية في احدى الدول العربية وكيف قام الجميع الاطفال قبل الرجال والشباب باعتراض سيارات شاحنة كانت محملة بالمواد التموينية للقوات الاميركية التي كانت تحاصر العراق ومنعوا وصولها قادمة من سورية محملة بالبضائع الاجنبية واشاد بها المرحوم الرئيس العراقي صدام حسين رغم انها من ناحية قانونية يحاسب عليها القانون الا انها من بحسب تفكير ابناء الرمثا هي موقف عروبي واسلامي لاشقاء محاصرين.
ثم جاءت الثورة السورية عام 2011 وقدم الى الرمثا عبر الشيك الالاف من الاخوة والاشقاء السوريين هروبا من القتل الذي عرضهم له نظام بشار الاسد واستقبلتهم الرمثا بصدر رحب وبايدي مفتوحه قبل ان تقوم الحكومة الاردنية باستقبالهم وكلنا يعرف كيف قدم السيد نضال البشابشة ابو ثائر عددا من بيوته الخاصة سكنا لهم ولا انسى ولن انساها تلك المشاهد التي كان يقدم ابناء الرمثا المساعدات لاوائل اللاجئين في سكان ابو ثائر.
اما المشهد الثالث وقد كنت جزءا من تلك المبادرة واعلنها باسم موقع الرمثا نت وهي تأمين الثلج للاجئين السوريين في حديقة الرمثا وسكن البشابشة وشاركنا بها ايضا ابو ثائر البشابشة مع مجموعة من الشباب في شهر رمضان حيث كنا نحضر قوالب الثلج من اربد ويقوم الشباب بتكسيرة ووضعه في حافظات واحيان في اكياس وارساله لهم بداية كان عبر السور في الحديقة ثم تم ادخاله لهم مساعدة في تخفيف العطش على الصائمين منهم.
وها هاي الرمثا في هذه الايام اطلقت مبادرة الخير ان لم تسمحوا لاشقائنا السوريين بالدخول هربا من القتل البشاري والروسي والايراني وحزب الله سندخل نحن اليهم، وقاموا بمبادرة من تلقاء انفسهم بجمع التبرعات وهبت الرمثا لتلحق بها شقيقاتها من القرى والمدن الاردنية في جمع كميات كبيرة لكنها لا تكفي وتم ارسال جزءا كبيرا منها للسوريين الذين يفترشون الارض تحت شمس حارقه مكشوفي الارض والسماء الا من رحمة رب العالمين.
فالرمثا تبدأ دائما، وتبدأ بالخير بعيدا عن اي مكاسب شخصية او اعلامية كما يحاول البعض الركوب على موجتها هذه الايام سواء كان من الحكومة او غيرها…
الرمثا واهلها غير فهم يعبرون القارات كلها بطيبتهم وحبهم لوطنهم ولامتهم.