الرئيسية / كتاب الموقع / القط ما بحب الا خناقه

القط ما بحب الا خناقه

فهمي عبد العزيز

يسود الغابة البدائية قانون “السلسلة الغذائية”؛ القوي يأكل الأضعف منه، وذاته القانون يسود مجتمعنا؛ حيث السيد- الحاكم ينتدب من بيننا، شيوخا ونوابا وأقفية، عبر لعبة انتخابيةوقودها منا وفينا وشلوانا ببلوانا، مستمتعا بالفرجة على مصارعتنا من علياءه في برجه العاجي راضيا مرضيا، بتفصيم البزر والتسالي، وربما احتساء شيء ما يزيد من متعته، وبموازاته وكلاءه يسهرون لياليهم ويقضون نهاراتهم بالمساومة علينا معه، تارة بالترهيب وبالترغيب بالفتات تارة أخرى، لنأكل الهوا أخيرا من برا ومن جوا سوا، فنستمر بدفع الخاوة له ولنخبته، ونمول عدة وكرستة “هيفه وريفه”، والويل والثبور لمن يفتح ثمه منا متذمرا أو حتى شاكيا وجعه..؟!

وها نحن، يوما بيوم، تفاجئنا رسوم وضرائب وأسعار ملتهبة جديدة متجددة، لا ندري عنها سوى بالصدفة، سلسلة “تشليحية”، لا ندري إذا ما كان لها قوانين تشرعنها، فالدستور، وبرغم أن أحد ما أكله، وفصفص عظامه، لا يجيز فرض أية رسوم إلا بقانون، مع ذلك لا ضير عند نوابنا من الشرعنة ولا الفرعنة، فهم أصلا ليسوا مضطرين للوفاء لمن انتخبهم، لمن سهر الليالي الطوال في الخيمة، و”عرعرد” في شوارع القرية، ولا لمن انهد حيلهم وعرقوا فرحا بالدبكة والجوفية، طالما أن مراسيم زواجهم الانتخابي قد اكتمل، وصار لا بد أن يغادروا مع عروسهم النيابية ليقضوا معها في عمان سنوات عسلهم الأربعة..؟!

بالطبع لابد لكل هذا أن يستمر كما هو؛ ذلك أن “السواد” المسودة عيشتهم بنخوتهم “ابشر بالفزعة”، يعاودون كما في كل مرة، لذاتها صولاتهم الانتخابية، وكأن لا ذاكرة عندهم، ليستغرقوا من جديد في شعائر وطقوس الغيبوبة العشائرية ذاتها، بينما لا يكلفون أنفسهم ولو لمرة يتيمة واحدة، الالتفاف حول مصالحهم وهمومهم الحياتية اليومية، بل والاستمرار في التعييش والتصفيق وانتخاب ذاتهم إلي ضحكوا على لحيتهم؛ نوابا ووزرا، وفوقهم حبة بركة نخبة عمان الحاكمة، هؤلاء الذين لا يألون جهدا بتشليح الناس حتى من أدنى كرامة العيش والمعيشة، دونما وجلا وخجلا، وكيف لا.. طالما أن القط ما بحب إلا خناقه..؟!