الرئيسية / كتاب الموقع / لم يعد الشعب نائما

لم يعد الشعب نائما

د. ايمان الشمايلة

لعلنا في زمن أصبح العالم فيه قرية صغيرة يعلم الجار ما يأكل جاره، لا بل ويعلم من هو بأمريكا وفرنسا وغيرها من الدول ما هي وجهتنا وما هي تحركاتنا من خلال مواقع التواصل التي دخلت الى أسرارنا الخاصة جدا والى حياة أبنائنا ومتى ننام ومتى نستيقظ وأصبحت أخبار العالم تصلنا خلال ثواني وليس خلال دقائق، وأصبحت لدينا الرغبة بالتدخل بكل شيء من خلال آرائنا بما يطرح من مواضيع شخصية للآخرين أو مواضيع عامة تخص الحكومة والدولة وحتى مواضيع تخص الدول الآخرى، وأصبحت الكلمة تصل بسرعة البرق فلم يعد للتحقيق داعي إذا كانت الأفكار تطرح على الساحة بسهولة ويسر ويتم قرائتها دون جهد أوعناء، ومن هنا استغرب بعد كل هذا أن تعتبر الحكومة المواطن نائم أو ما زال في سباته العميق أو أنه لا يدرك ما يدور حوله من اتخاذ قرارات وقوانين بشتى المجالات، فلم تعد تكمم الأفواه كما كانت ولم يعد الصوت منخفض ولم تعد الأفكار تُحبس، بل هي في متناول الجميع، لقد كبر الشعب بفكره أيتها الحكومة وأصبحوا مشاركين معكم بالقرار لا يطبق عليهم ولا يفرض، أصبحت إرادتهم أقوى من ارادة مجالس تم انتخابها، وبعد كل هذا ألا يحق لنا أن نسأل لماذاهذا الاستغفال؟ والى متى سوف نبقى ننتظر منكم أساليب ذكية بالتعامل مع المواطن؟، يا حبذا لو درستم العلوم الفكرية والنفسية لتعلموا أن الطفل قد كبر ومن المستحيل أن يبقى يسبح بل لا بد له أن يكبر ويشارك بالسباق ومن الممكن أن يسبقكم، ولكن ما لا نريده هو أن لا يكون هناك تصادم بينكم وبينه، ولعل ما نعيشه من قرارات باتت تقلق الشارع وتدفع به الى ما لا نريد، هو من عدم التخطيط الصحيح لما يطرح على الساحة، لأننا في الاردن نتخذ قرارات دون دراسة سلبياتها وإيجابياتها من خلال الشارع، أيتها الحكومة الرشيدة، عليكِ أن تعترفي أن كل مواطن وزير بقراره وفكره فخذي بيده ليكون معكِ لا عليكِ، فوضع البلد لا يحتمل ضغوطات جديده، وما استغربه فعلا، عدم وجود فريق مختص بكافة الحكومات السابقة والحالية يدرس توقعات نبض الشارع الذي اكرر مرارا وتكرارا أن الدولة ما زالت تعتبره في غفوة، فلا أريد أن أقول (اصحي يا قرية) بل فعلا ( القرية قد صحت) وتراقب عن ما يحصل وما سيحصل.
إذا أيتها الحكومة الرشيدة، متى سوف تقتنعي أن الشعب لم يعد نائم كما كان