الرئيسية / اخبار / وادي الريان يعود للحياة بلهفة من الزوار

وادي الريان يعود للحياة بلهفة من الزوار

وادي الريان يعود للحياة بلهفة من الزوار –

كتب ناصر الشريدة / الراي

 

تنفس اهالي بلدة جديتا والبلدات المحيطة بها في لواء الكورة الصعداء ، وهم يتنعمون بفي ومي واغصان طرية ناصعة الاخضرار في وادي الريان جنوب غرب بلدة جديتا اليوم ، بعد ان سمحت لهم ساعات رفع الحظر التجول الوصول اليه .

 

وانقطع المزارعون والزوار عن زيارة وادي الريان لغاية العمل والاستجمام منذ منتصف شهر آذار الماضي ، بعد ان فرضت الحكومة حظرا للتجول لانتقال المواطنين بموجب أمر دفاع رقم (1 ) لسنة (2020م) ، الصادر بمقتضى أحكام قانون الدفاع رقم (13) لسنة (1992م) ، بسبب جائحة كورونا .

 

ويقول محمد الربابعة ما يبهج النفس ويهيم الفؤاد في رؤياه ، ترى اطفال بعمر الورد يمارسون سباحة اللهو في مجرى سيل الوادي المبطن بالاسمنت والحديد على طول كيلومتر ويزيد ، يتراشقون بالمياه البلورية النابعة من ينابيع البيضا والتنور وعرجان ، تتخللها ضحكاتهم التي يجوب صداها اصقاع المكان وخرير المياه ، في سيمفونية مكتظة بخضرة شجرية ونباتية مزدانه ، تعكس اشعة الشمس خيوطها المندسة بين السيقان والاغصان لاشجار الرمان والتفاح والتين والعنب .

 

ووفر وادي الريان المنتشر على مساحة خمسمئة دونم معيشة مساعدة لعشرات الاسر والافراد التي تمتلك بساتين الرمان ، حيث يزيد دخله السنوي عن نصف مليون دينار .

 

اعداد من المواطنين الباحثين عن متنفس طبيعي يرون فيه ساعات من الهدوء والراحة تخفف من اشهر الضغط النفسي والتقيد الاجتماعي ، الذي صاحبهم بفعل جائحة كورونا الى اليوم ، بعد ان استفردت الطيور والحيوانات بمتعة الحركة دون خوف من البشر .

 

ويقول امين سر جمعية وادي جديتا التعاونية عبدالمجيد الخطاطبة ، المنظر الذي يراه الزائرون لوادي الريان بجديتا فريد من نوعه على مستوى الاردن ، سيما ان مياهه عذبه تلامس خصوبة التربة على مدار العام تنساب باستحياء لتروي جذور الرمان العاشقة وتشكل شلالات انيقة ، وطقس جميل لا تشعر بحرارة الشمس بقدر دفء وعذوبة المكان الساحر ، فعلا انه لوحة طبيعية تحرسها عناية الله ومزارعون ملأت جفونهم وضلوعهم حب الارض والوطن .

 

بدأ عدد من المزارعين بالوادي تطوير عملهم بالجمع بين الاستثمار الزراعي والسياحي منذ ثلاثة اعوام ، حيث تجد بساتين من رمان قد حولت ظلال اغصانها الى غطاء اخضر يستظل تحته زوار في جلسات هادئه جميلة مع توفير خدمات المرافق الصحية والاعاشة والنظافة ، يقضون ساعات يحتسبونها من اجمل لحظات العمر .

 

واقام الناشط والمصور بركات ظاظا استراحة في بستانه بمدخل وادي الريان تضمنها مسبح وبناء صديق للبيئة مع تجهيزات لمهارات المغامرة والتحمل ، وطاولات جلوس ، لغاية جذب الزوار ومساندة تطوير الواقع السياحي بالمنطقة ، فيما شاطره نفس التوجه السياحي الاستثماري مشهور بني مفرج واخرون .

 

وما يجذب الزائر لوادي الريان وجود طاحونة عودة في مدخله الشرقي ، وطاحونة حسين في نهايته الغربية ، وكلتاهما شاهدتين على عبق وعمق تاريخ المنطقة لتزامنهما الازلي في توفير طحبن القمح للسكان .

 

يعتاش على بساتين وادي الريان نحو الف اسرة من سكان بلدة جديتا التي يتجاوز عدد سكانها الخمسة وعشرين الف نسمة ، حيث تمتلك معظم تلك الاسر حيازات صغيرة لا تتعدى الدونم الا لعدد محدود من المزارعين ، بسبب تفتت الملكيات الناجم عن الارث .

 

ويقدر مراقبون ان عدد زوار وادي الريان في فصلي الربيع والصيف باكثر من مئة الف زائر من داخل الاردن وخارجه ، تقدم لها خدمات سياحية لافته من قبل نشطاء سياحين وبيئيين استطاعوا خلق فرص عمل لابناء المنطقة .

 

ويتوقع مواطنون اذا ما رفع الحظر الجزئي والشامل نهائيا بالاردن بعد انتهاء جائحة كورونا ، سوف يشهد الوادي حركة سياحية نشطة تعيد الحياة اليه التي عرفها في الاعوام الماضية ، مع ازدياد عدد الاستراحات وخلق فرص عمل تؤمن حياة كريمة للشباب المتعطل عن العمل .

وفي اجواء تفاؤلية ، يعبر سكان الوادي عن مشاعرهم الرقيقة بالقول ان اكثر الاوقات التي شعر اهالي بلدة جديتا ولواء الكورة باهمية وادي الريان وكنوزه البيئية ، انتشار وباء كورونا الذي حرمهم فرصة البحث عن الراحة والهدوء بين احضان الطبيعة والمياه المتدفقة وتناول خيرات ثماره الزاكية .

لكن دعواهم للحكومة بعد زوال وباء كورونا ، ان يتم تنفيذ مشروع مركز زوار الوادي الذي تسلمت وزارة السياحة دراساته الهندسية والفنية العام الماضي على ان يخصص للتنفيذ العام الحالي ثلاثماية الف دينار .