رسالة من احد ضحايا النصب والاحتيال

 

بسام السلمان

بالعادة لا افتح الرسائل التي تصل اليّ من رقما غريبا، او اي رابط غير معروف خوفا من فيروس يخرب مخزوني البسيط من المعلومات في هاتفي وليس خوفا من سرقة رقم حسابي البنكي لان من يدخل اليه سوف يقوم بالتبرع بجزء مما في جيبه، وسيجد انه مكشوف للبنك قسط السيارة وباقي قسط البيت ومؤخرا قسط مكيف المكتب الذي تم تركيبه بعد ان اصبح جو المكتب لا يطاق العمل به.

المهم شعرت ان هذه الرسالة التي وصلتني من رقم خليجي فيها شيء مختلف عن النصب والاحتيال والسرقات والشعوذة والدجل، فتحتها واذ بها مروسه بأخي الكريم، رحت اقرأ كلماتها التي تدمي القلب وتبكي الحجر، الرسالة كانت من سيدة ارملة تم الاحتيال عليها من قبل اشخاص دخلوا لحسابها البنكي وسحبوا كل مدخراتها المالية والتي جمعتها من اجل اجراء عملية جراحية ضرورية لابنتها الطفلة المريضة وثمن الدواء باهض الثمن والتي تحتاج الى مبلغ كبير من اجل ذلك.

تقول ليتق الله بي ذلك الشاب او الرجل او الفتاة الذي دخل الى حسابي مستغلا ضعفي وسرقة كل ما جمعته من اهل الخير لعلاج ابنتي المريضة والتي كنت اطمح ان اكمل المبلغ المطلوب الا ان ضعيف نفس ومختلس ولص وحرامي وسارق، انسان لا يملك في قلبه ذرة رحمة ولا يملك ضمير انساني ولا مخافة الله ولا يحسب حساب ان يعاقبه الله في الدنيا والاخرة، قام بسحب المبلغ كاملا وتركني اجلس عاجزة امام طفلتي التي كل يوم تسألني متى سوف اعمل العملية لاعود الى مدرستي والعب مع زميلاتي؟ متى يا امي العب مع بنات خالتي واخوالي وعماتي واعمامي؟ متى يا امي اذهب الى حديقة  حينا كباقي الاطفال متى يا امي تحضرين لي الدواء المطلوب؟

هذه الرسالة من ام طفلة تقول انها تتعذب بمرضها وقد زادهما، الام والبنت، زادهما لص لا يخاف الله وليس له ضمير زادهما عذابا والما، فقط لكي يركب سيارة حديثة ويسهر في الملاهي والمراقص بمال حرام.

وانا من هنا اشارك هذه الرسالة مع كل اب وام وصديق وجار يعيش مع احد هؤلاء اللصوص الذين لا يخافون الله ويستحلون الحرام ويعيشون به هم واهلهم، واناشدهم ان كفوا عن قتل الناس بأموالهم، ونقول لهم”اتقوا الله وكفى “.

ملاحظة اخيرة: البعض منهم يعتقد ان هذه الاعمال ليست حرام والبعض الاخر يشاركهم في هذا الحرام من خلال تسهيل امورهم وامور سحب الاموال المختلسة والمسروقة مقنعا نفسه انما هو لا يمارس السرقة، بل هو مشارك بها وبصورة جرمية كبيرة وسيحاسبه الله عليها في الدنيا والاخرة.

قالَ صلى الله عليه وسلم : “ليأتيَنَّ على الناسِ زمانٌ، لا يُبالي المرءُ بما أخذَ المالَ، أمِن حلالٍ أمْ من حرامٍ”

ولقد صار هَمُّ أكثرِ الخلقِ في زماننا جمعُ المالِ، الفَطِنُ الذَّكي من يجمعُ أكثرَ، لا يُبالي من حلالٍ كان هذا المالُ أو من حرامٍ، المهم أن يجمعَ ويكنِزَ.