الرئيسية / كتاب الموقع / طباخ دولة الرئيس

طباخ دولة الرئيس

 

 

بسام السلمان

دبت ام العبد الصوت على راس زوجها، ودبت الصوت يعني رفعته وعزرت عليه واقامة قيامته، والسبب العظيم الذي جعل ام العبد تدب الصوت او ترمي الصوت بقوة وتعزر زوجها هو عزمه التوجه صباحا الى الدوار الرابع وتقديم طلب في ديوان رئاسة الوزراء للعمل في وظيفة طباخ دولة رئيس الوزراء.

كان ابو العبد قد استيقظ صباحا وحلق ذقنه ولبس بدلة عرسه التي ارتداها قبل عشرين سنة، ورش كثيرا من العطروخرج باتجاه الرئاسة. قرار ابو العبد بالعمل طباخا لدولة الرئيس جاء فجأة بدون مقدمات، فهو يعتبر نفسه خبيرا بالطبخ كونه صاحب كفتيريا لبيع الحمص والفول والفلافل، وتعيش اسرته من دخل الكفتيريا لكنه وعلى راي ام العبد “المشحر بده يقطع رزقه بيده”.

ولما سأله سائق سيارة الأجرة التي نقلته لرئاسة الحكومة عن سبب اختياره مهنة طباخ الرئيس قال: ” اضافة الى الراتب الكبير وبدل التنقلات والواسطات التي ساخدم بها اولادي واقاربي واصدقائي وجيراني استعدادا لترشيحي للنيابة، وبسبب قربي من معدة الرئيس بدي احكيله عن الفساد وعن ازدياد عدد الجياع، وعن امتهان الاطفال للتسول بدل الذهاب للمدارس، وعن جشع بعض التجار وسكن المواطنين بالخرابيش بدل بناء البيوت، وتحكم شركات الاتصالات بالمواطنين والضرايب المتكررة اللي بزدياد متواصل واللحمة المفقودة والبيض اللي صار يشبه الكافيار للاغنياء فقط، والجاج اللي مربى ع الدلال وما بطوله الا اولاد العز والدلال، واغاني الدوائر الحكومية اللي صارت احسن تجارة.

تنهد ابو العبد وقال قبل ان تصل سيارة الاجرة الى مدخل رئاسة الوزراء قال للسائق” والاهم من كل هل الحكي بدي اخبر الرئيس ان العقبة الاقتصادية صارت عقبة بطريق الاقتصاد والمراكز الجمركية مليانة فساد والموظفين صاروا يلموا علب بعد الدوام، وبدي اطلب من دولة الرئيس يطلع الشوارع ويتمشى فيها ويشوف الجوع اللي صار بكل مكان ويشوف الناس المرمية على الطرقات والاطفال المنهوشة من الكلاب والختيارية والعجايز بدوروا اكلهم  بالحاويات، وبدي اسرله سر خطير بدي اطلب منه يروح كل وزراء حكومته ويدير الوزارات بنفسه وبمساعدة الاذنة والمراسلين لانهم بعرفوا اكثر من اصحاب المعالي الوزراء، وبدي اخبره عن المياه الملوثة والمستشفيات الحكومية والبلاوي اللي بتتكرر كل يوم وفقدان الادوية قبل ان تصل صيدليات المراكز الصحية والمستشفيات وبيع مؤسسات الدولة وشركاتها الناجحة وبيع اراضي البلد لمستثمرين والتحقيق بموضوع النفط والنحاس والذهب واطلب منه ايقاف الوزارات والدوائر الحكومية عن شراء السيارات الفارهة وبالنهاية اطلب منه الغاء كل الضرائب لان الناس كل الناس صارت تشحد الملح.

قبل ان تصل السيارة الحاجز الاول من الحواجز الكثيرة امام مبنى الرئاسة قال السائق ل ” ابو العبد ” فكك من سوالفك المشلخة، هسع بفكروك جاي تعتصم على الدوار الرابع وبتروح فيها، استجاب ابو العبد للسائق وطلب منه العودة حتى لا يفقد زوجته التي هددته بالخلع ويفقد رزقه ورزق عياله.  وقبل ان ينزل من السياراة قال له السائق ” كل ما ذكرته يا ابو العبد بعرفه الرئيس.

ملاحظة مهمة

كان أبو العبد ليلة أمس سهران مع أم العيال و’بفصم”  بزر وشرب أكثر من عشركاسات شاي بدون سكر وكان يشاهد على إحدى الفضائيات فيلم مصري يحمل عنوان طباخ الريس.