الرئيسية / كتاب الموقع / التداخلات الدوائية وأثرها على الاقتصاد الوطني

التداخلات الدوائية وأثرها على الاقتصاد الوطني

محمد خالد بديوي
 قالت لي امرأة أحسبها من الصادقين، أنها وخلال زيارتها للطبيب النفسي كانت تلتقي بسيدة ستينية يبدو عليها الإرهاق والتعب والغضب. كانت تصرخ بوجه الطبيب لاعتقادها بأنه أحد أسباب المشكلة، وأنه من الذين عليهم إيجاد حلول لذات المشكلة. وفي أحد المرات قررت وبعد تردد ان أسألها عن معاناتها وسبب مراجعتها للطبيب. فقالت السيدة الستينية. “آه وشو بدي أقلك يا خالتي..مشكلتي هي العاطلين عن العمل، كيف يعيشون ومن أين يدفعون مصاريف أبنائهم، وتدبير طعامهم وكل ما يحتاجون! هذه المعاناة جعلتني أشعر بإحساس غريب وتفكير عميق كاد يكلفني ان انضم إليهما لمراجعة الطببيب. لكني قررت ان أرفع هذه المعاناة الى الدولة..نعم.. أرفعها الى رئاسة الدولة ليروا جميعا الى أين وصل بنا الحال. مع الرجاء بالنظر إلى إنسانية هذه السيدة وكيف تأثرت بهموم المواطنين الذي كلفها ان تراجع طبيبا نفسيا لإيجاد علاج لهذا الوباء (العااطلون عن العمل) وان تقوم الدولة وفورا بتعيين هذه السيدة رئيسة للوزراء أو وزيرة لوزارة العمل أو أي وزارة تستطيع من خلالها تخفيف حدة البطالة وتوفير فرص عمل. فلو كانت هذه السيدة غير متميزة وغير صادقة ما قامت بزيارة الطبيب النفسي مرة كل أسبوع لأن غيرها يعاني البطالة والجوع. نعم تعيينها في مكان يسمح لها بكشف الأسباب وإيجاد الحلول. لكن مع الرجاء بعدم توقف السيدة عن زيارة الطبيب، وان تبقى على قناعة بضرورة مواصلة العلاج. أقول هذا لأنها إن شفيت فإن مشكلة البطالة ستصبح أم المشاكل التى لا يمكن إيجاد حل لها حتى لو وقفت الدولة على رجل واحدة.!!