الرئيسية / كتاب الموقع / إِنَّما بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ

إِنَّما بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ

إِنَّما بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ

جاء في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – يقول: جاء ثلاثةُ رهْط إلى بيوت أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – يسألون عن عبادة النبي – صلى الله عليه وسلم – فلما أُخبِروا كأنهم تقالُّوها فقالوا: وأين نحن من النبي – صلى الله عليه وسلم؟ قد غفَر الله له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، قال: أحدهم: أما أنا، فإني أُصلِّي الليل أبدًا، وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر، وقال آخر: أنا أعتزل النساء فلا أتزوَّج أبدًا. فجاء رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((أنتم الذين قلتُم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأُفطِر، وأُصلِّي وأرقد، وأتزوَّج النساء، فمَن رغِب عن سنَّتي فليس مني))؛ رواه الشيخان يأتي هذا الحديث ليضع حدا للغلاة المتطرفين الذين يعتقدون ان الانسان يتقرب من الله كلما شدد على نفسه واجترأ على الله الباطل سبحانه مـتاليا عليه وعلى نبيه صلى الله عليه وسلم غير الحق فقد اعادوا من تلقاء انفسهم ترتيب مقاصد الشريعة فاستباحوا الانفس بحجة أن هؤلاء البشر على غير منهج الحق بزعمهم فنصبوا من انفسهم سيوفا للحق وهم ابعد ما يكونون عن الحق وسبيلة لقد كان المنهج الحق ( لكم دينكم ولي دين ) صدق الله العظيم وهم ايضا اخرجوا كثيرا من المسلمين من الدين لان هؤلاء قد اخذوا بقول يخالف قول المذهب الذي يتبعون آراءه فنحن ضدهم ويقولون بأعلى صوتهم أن لم تكونوا معنا فأنتم ضدنا ورحم الشافعي اذ قال : قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب . فلم يكفر ولم يفسق ولم يخرج من الملة فكل الآراء الفقهية المحتملة نسبتها الى دليل فهي قول مجتهد يأخذ منه ويرد عليه فهو لم يدع النبوة والعصمة والكل معرض للخطأ فليس كل من دخل مطالعا في ابواب العلوم يصبح مجتهدا فلا بد من أن نقف وقفة تأمل مع المجتهدين الاوائل أبي حنيفة مالك والشافعي واحمد كلهم كان يقول اذا صح الحديث فهو مذهبي وصدق رسول الله اذ يقول: (فَخُذْ مِنَ العَمَلِ ما تُطِيقُ، فِانِّي إِنَّما بُعِثْتُ بالحَنِيفِيَّةِ السَّمْحَةِ، فَلا تُثْقِلْ عَلَيْكَ عِبَادَةَ رَبِّكَ؛ لاَ تَدْرِي مَا طُولُ عُمْرِك) (من حديث الطبراني في الكبير).

الدكتور / رائد محمد بطيحة

رئيس قسم الزكاة / اوقاف الرمثا