الرئيسية / من هنا و هناك / هل ينتقل زخم الاستيطان الإسرائيلي من الضفة إلى الجولان؟

هل ينتقل زخم الاستيطان الإسرائيلي من الضفة إلى الجولان؟

تعتزم الحكومة الإسرائيلية المصادقة على ما وصفتها بـ“الخطة التاريخية“، التي تستهدف تنمية وتطوير مستوطنات الجولان المحتل، بإجمالي استثمارات تبلغ مليار شيكل (قرابة 315 مليون دولار أمريكي).

وتريد الحكومة الدفع باتجاه زيادة الكثافة السكانية في القسم المحتل من الهضبة السورية، وهو ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، عبر حسابه على موقع ”تويتر“.

ونشر بينيت تغريدة مصحوبة بصورة من تقرير للصحفي أريئيل كاهانا، بصحيفة ”إسرائيل اليوم“، حول هذا الملف، الذي يتم استعراضه حاليا كأحد الإنجازات الكبيرة لحكومة بينيت.

ونظر الشارع الإسرائيلي إلى هذا الإعلان بشكل سلبي أكثر من كونه إيجابيا، والتي عكسته الردود التي وردت على تغريدة بينيت من جانب أشخاص عاديين، يبدو أن أغلبهم لا يثق في حكومة بلاده.

عاصمة التكنولوجيا 

وجاء في التقرير المنشور بصحيفة ”إسرائيل اليوم“، أمس الأول الخميس، وأشار إليه بينيت في تغريدته، أن الحكومة لديها خطة لتحويل الجولان إلى عاصمة لتكنولوجيا الطاقة المتجددة، باستثمارات تبلغ مليار شيكل، وبمشاركة غالبية الوزارات.

وذكر أن الحكومة ستجتمع، الأحد، بشكل استثنائي في مستوطنة ”ميفو حماة“ بمرتفعات الجولان، من أجل المصادقة على خطة تستهدف ”مضاعفة عدد سكان الجولان ومدينة ”كتسرين“، والأخيرة هي مدينة عربية محتلة كانت تتبع محافظة القنيطرة السورية.

وتشمل الخطة الحكومية الإسرائيلية، إعادة تأهيل البنى التحتية في المنطقة، وإقامة مستوطنات جديدة، وتوفير ألفي فرصة عمل في قطاعات مختلفة، وذلك ضمن هدف إستراتيجي يتمثل في تحويل الجولان إلى عاصمة الطاقة المتجددة.

ولفت التقرير إلى أن الخطة المشار إليها ستنفذ باستثمارات تبلغ مليار شيكل (قرابة 315 مليون دولار أمريكي).

وأشار إلى أن هذا القرار جاء بمبادرة بينيت ووزير القضاء جدعون ساعار، وبمشاركة وزارات البناء والإسكان، والداخلية، والمواصلات، والسياحة، والاقتصاد، والزراعة، والتعليم، وجودة البيئة، وسلطة أراضي إسرائيل.

تعزيز المستوطنات 

وتعتزم حكومة الاحتلال تخصيص 576 مليون شيكل لصالح خطط البناء والإسكان، وتقول إن ما تصفها بعاصمة الجولان، أي مدينة ”كتسرين“ ستشهد زيادة الوحدات السكنية بواقع 3300 وحدة جديدة على مدى زمني يبلغ 5 سنوات، فضلا عن 4 آلاف وحدة سكنية ضمن المجلس البلدي ”جولان“، ضمن سعيها لنقل قرابة 23 ألف مستوطن إسرائيلي إلى هذه المناطق.

يشار إلى أن الصحيفة ميزت الفارق بين مخطط من هذا النوع وبين ما يتعلق بالضفة الغربية، ورأت أن المخطط غير المسبوق بالجولان يختلف تماما عن مخططات التنمية بالضفة، إذ توجد انقسامات وخلافات بين مكونات الائتلاف الحكومي بشأن الأخيرة، لكن فيما يتعلق بالجولان، فالأمر مختلف.

وتابعت: ”إن تنمية الجولان تحظى بتوافق عام بين الأحزاب الائتلافية“، مع أن المعارضة الوحيدة قد تأتي من سكان مرتفعات الجولان، نظرا لأن بعضهم لا يرى أهمية في توسيع المستوطنات.

كما توقعت أن تضع منظمات حماية البيئة العراقيل ضد الخطوات الحكومية على أساس أن خطط التنمية ستمس بشدة الطبيعة هناك، لأسباب عديدة منها وضع العديد من توربينات الرياح.

مبادرة نتنياهو 

تجدر الإشارة إلى أن شهر نيسان/أبريل 2016، شهد أول اجتماع حكومي إسرائيلي في الجولان المحتل، ووقتها صرح بنيامين نتنياهو، الذي كان رئيسا للوزراء، أن بلاده لا تعتزم الانسحاب من الهضبة السورية المحتلة منذ عام 1967.

وزعم أنه ”آن الأوان بأن يعترف المجتمع الدولي بحقيقتين، الأولى هي أن خط الحدود بين سوريا وإسرائيل لن يتغير، مهما تغيرت الأوضاع في سوريا، وأن حكومة إسرائيل لا تكترث بما سيحدث من تغيير هناك، والثانية، هي أنه آن الأوان لأن يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على الجولان“، على حد قوله.

هذا وتفاعل عشرات الإسرائيليين مع التغريدة التي نشرها رئيس حكومتهم بينيت، أمس الجمعة، بشأن خطة تنمية الجولان المحتل، وعلق مغرد إسرائيلي يدعى أمير مازوز: ”بيبي (نتنياهو) أيضا دشن مرتفعات ترامب (مستوطنة إسرائيلية جديدة في الجولان المحتل تمت تسميتها بهذا الاسم تكريما للرئيس الأمريكي السابق) دون أن يحرز نجاحا، ما الذي تغير؟“.

ورأى مغرد إسرائيلي يدعى أورئيل فريدمان، أن نتنياهو صاحب الفضل في هذا المشروع، ورد على تغريدة بينيت بالقول: ”يسعدني أن نتنياهو هو من حصل على اعتراف أمريكي بحدود الجولان، وهكذا يمكنك (أي نفتالي بينيت) أن تركب على ظهره“.

ويشار إلى أنه في آذار/مارس 2019، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، أنه ”بعد 52 سنة، آن الأوان لكي تعترف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة إسرائيل الكاملة على هضبة الجولان، التي تتسم بأهمية إستراتيجية وأمنية بالغة الأهمية لدولة إسرائيل والاستقرار الإقليمي“.

وصمة عار 

وهاجم الناشط الإسرائيلي يغال حنانيا، رئيس حكومة بلاده، وغرد قائلا: ”سوف تسجل في التاريخ كأحد أكثر الأشخاص الذين تسببوا في ضرر كبير للغاية للدولة اليهودية“.

وانضم إلى موقف المغرد الإسرائيلي السابق، مغرد آخر يدعى روني ناكاف، والذي كتب بدوره عبر حسابه على تويتر ردا على تغريدة بينيت: ”كل ما تفعله لن يغفر جلوسك في حكومة مع مؤيدي الإرهاب (يقصد حزب القائمة العربية الموحدة طبقا لما يعتقد الإسرائيليون)“.

ومضى قائلا: ”سيذكرك التاريخ أنت وأيليت شاكيد (وزيرة الداخلية) وبقية المنبوذين في حزبك (يمينا) كوصمة عار في تاريخ شعب إسرائيل على أرضه“.

هل وافق عباس؟

وعبر حساب يحمل إسم (NY) عن اعتقاده أن الخطة الخاصة بالجولان لن تنفذ، وكتب قائلا: ”من خلال التجربة، الآن لن يحدث أي تطوير للجولان، أن تفعل عكس كل شيء تقوله، توقف عن التصريحات حتى تحصل أولا على تصريح من عباس ولابيد وليبرمان وميخائيلي“.

واتفق الناشط آفي فاكنين مع التغريدة السابقة، ووجه رسالة إلى بينيت جاء فيها: ”قبل أن تبدأ تنفيذ هذه الخطة بشأن مرتفعات الجولان، عليك أن تسأل أولا شركاءك في الحكومة، القائمة العربية الموحدة ورئيسها منصور عباس، كي تعرف إذا ما كان سيتفق معك أم سيسقط حكومتك“.

مشروع فاشل 

ولفت مغرد يدعى نير داغان، ويعرف نفسه على أنه رجل اقتصاد، إلى عدم جدوى المشروع، وغرد قائلا: ”ما هذا الهراء، لماذا سيرغب أحدهم في السكنى هناك؟“.

وعاد أورئيل فريدمان للتعقيب، لا سيما على التغريدة السابقة، وكتب: ”لمَ لا؟ منطقة جميلة، أسعار الشقق والأراضي منخفضة للغاية مقارنة بوسط البلاد، المشكلة الوحيدة هي العمل، لكن الآن هناك إنترنت، كورونا والعمل من المنزل، هذا يجعل الأمر أكثر جذبا“.

وأشار المغرد الإسرائيلي إلياشيف تسيفكلر، إلى أن الخطة ستمس بشدة بالطبيعة، كما أنها مبالغ فيها، وأن أحدا لن ينتقل إلى هناك، وقال: ”أنتم ببساطة ستقومون بالبناء من جانب وستهدمون من جانب، ولن يأتي أحد، عليك أن تخجل على إخلاء مستوطنة حوميش (مستوطنة بالضفة الغربية) أنت تقدم جائزة للإرهاب“.

دوام الحال

بدورها، حذرت الناشطة عانات بار حينين، من هذه الخطة، وجاءت تغريدتها بهذه الطريقة: ”لاااااااااا!! لا تمس مرتفعات الجولان، كل ما تلمسه يداك يتحول إلى دمار، أنت شخص منحوس (كما كتبت بالعبرية)، أسدِ لنا معروفا ولا تمس هذا المكان الجميل“.

وتداخلت مغردة عربية تدعى رقية سعيد، مع هذا التفاعل الإسرائيلي، وكتبت بالعربية تعليقا على تغريدة بينيت: “ الجولان أرض سورية، والقدس أرض فلسطينية، وأنتم كيان محتل فقط لا غير، ودوام الحال من المحال“.