الرئيسية / كتاب الموقع / والعام ينوسُ بتلويحتِه الأخيرة

والعام ينوسُ بتلويحتِه الأخيرة

الدكتورة مريم جبر

لا شيء تغيّر، ولا جديد غيرَ مزيدٍ من الفقْدِ والألم، ومزيدٍ من الخيباتِ والخياناتِ والجراحاتِ التي أثخنتْ روحي وجعلتْني أقفُ على شفا أسئلةٍ ما يزالُ صداها يتردّدُ في اللغةِ بعضَ استعاراتٍ وكثيرَ مَجاز..
أستعيدُ بعضَ أحلامٍ ما تزالُ تختبئُ في ثوبِ السكون.. وبعضَ أسرارٍ يحجبُها ضبابُ ليلٍ أو حنوُّ جدارٍ أو تغافلُ آذانٍ وعيون..
أستعيدُ مؤامرةً كنّا صنعناها معاً لنمنحَ أنفسَنا نزراً من لحنٍ لم تألفْه أسماعُنا، لكنّه، رغمَ ذلك، أدهشَنا حينَ عبَرَ على حينِ سَهوٍ متعمّدٍ خارج وعينا بنا..
أستعيدُ مؤامراتِنا المشتركةَ ضدّ رتابةِ اللّحن أو ضدّ نشازِه أو ربّما سعياً لنشازٍ يرضي غرورَنا حينَ يتململُ الروحُ فينا توقاً لما لا يُدرك.. فأتيقّنُ أنّ كلَّ الجهاتِ لمْ، ولا، توصلني إليّ.. وأنّي ما زلتُ أتعثّرُ بسجفٍ من ضبابِ حنينٍ ممضّ في زمنٍ متعبٍ بالبشرِ الحجارة..!
فكلُّ عامٍ وأنتُم أصدقائي بخيرٍ ومحبةٍ وأمل..