الرئيسية / تكنولوجيا / “الجواهر الصغيرة”.. هل تغير المقاتلات التركية مسيرة موازين الحرب في أوكرانيا؟

“الجواهر الصغيرة”.. هل تغير المقاتلات التركية مسيرة موازين الحرب في أوكرانيا؟

الرمثانت

تعول أوكرانيا كثيرا في الحرب التي تشنها ضدها روسيا على الطائرات المسيرة المستوردة من تركيا والتي مثلت سلاحا ناجعا لتعطيل التقدم الروسي وضرب أعمدة الدبابات المتوجهة نحو العاصمة كييف وعدد من المدن الأوكرانية، وفق صحيفة ”لوفيغارو“ الفرنسية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشِر اليوم الاثنين، إن الحرب في أوكرانيا تستعد لدخول شهرها الثاني في وقت لا تزال فيه الطائرات التركية دون طيار “ بيرقدار تي بي 2″ بمثابة مفتاح المقاومة الأوكرانية المسلحة ضد القوة الضاربة الروسية.

ووصف التقرير طائرات ”الدرون“ بالجواهر الصغيرة للصناعة العسكرية التركية، التي باعت منها في عشرات البلدان، لكنها تبدو الآن بمثابة الورقة المهمة بالنسبة إلى الجيش الأوكراني بعد توقيع أول عقد مع أنقرة في عام 2019 لشراء هذا النوع من الطائرات.

ومنذ بدء الهجوم الذي أطلقه فلاديمير بوتين في الـ24 من شباط/ فبراير الماضي، دمرت هذه الأجهزة الصغيرة التركية الصنع أكثر من 12 عربة مدرعة، وأنظمة صواريخ، وشاحنات روسية، وفقا لمقاطع فيديو تم تداولها على شبكات التواصل الاجتماعي في أوكرانيا.

وتداولت تقارير مختلفة نقلاً عن شبكات التواصل الاجتماعي خلال الأيام الأخيرة، فيديوهات تظهر طائرات دون طيار تستهدف المدرعات الروسية، كما تعرضت الأخيرة لضربات شديدة من قبل طائرات مسيرة من طراز ”تي بي 2“ تركية الصنع.

ويستخدم الجيش الأوكراني طائرات ”تي بي 2“ لتدمير الدروع الروسية، وهو أحد الخيارات الإستراتيجية في الصراع الروسي الأوكراني ذلك أنه على الورق، جيش كييف لا يضاهي بالمرة المقاتلات الروسية، ومع ذلك، تملك كييف ورقة بديلة وهي الطائرات المسيرة التركية والتي بإمكانها عرقلة تقدم الغزو الروسي.

ونقلت صحيفة ”لوفيغارو“، عن الباحث التركي إمري كورسات كايا، المتخصص في قضايا الدفاع، قوله، إن روسيا دمرت اثنتين فقط من إجمالي طائرات ”درون“ التي يقدر عددها بنحو عشرين.

واضاف إمري كورسات كايا ”لولا الطائرات دون طيار، لكان الجيش الروسي سيتقدم بشكل أسرع في أوكرانيا، هذه الطائرات يستخدمها الأوكرانيون دفاعيّا لاستهداف الأسلحة اللوجستية وسلاسل التوريد الروسية، بما في ذلك القطارات التي تحمل الوقود، ووفقًا للأرقام المتوفرة لدينا، تم تدمير نحو 30% من أنظمة الدفاع الجوي الروسية المستهدفة أو المهجورة بواسطة طائرات دون طيار تركية“.

ويؤكد الخبير التركي أن فاعلية الطائرات المسيرة ترجع إلى قدرتها على التحمل، ولكن أيضا إلى ”خفتها“ فهي قادرة على الطيران لمدة تصل إلى 27 ساعة متتالية بسرعة تزيد عن 220 كم / ساعة، وتزن 650 كيلوغراما، أي ضعف وزن منافستها الأمريكية، كما يمكن أن تحمل صواريخ صغيرة موجهة بالليزر تسمح لها بضرب أهداف ثابتة أو متحركة حتى على مسافة عشرة كيلومترات.

وأشار تقرير ”لوفيغارو“ إلى أن تركيا باعت هذه الجواهر الصغيرة من الصناعة العسكرية، لـ 12 دولة، والتي صنعها صهر الرئيس أردوغان، وكانت في خدمة الجيش الأوكراني.

وفضلا عن كونها سلاحا ناجعا لكييف في مواجهة غزو موسكو، تبدو طائرات ”تي بي 2“ مجدية اقتصاديا لأنقرة، فهي أرخص تكلفة من الطائرات دون طيار الأمريكية والإسرائيلية، وأكثر كفاءة من الطائرات دون طيار الصينية، وبعد نجاعتها التي لوحظت بالفعل في سوريا وليبيا، ستعمل تركيا بالتأكيد على ترويج هذه الطائرات في أفريقيا، وأيضا بين أعضاء الناتو، مثل: بولندا، المهتمة جدا بها، بحسب التقرير.

ومقابل استخدامها من قبل كييف كسلاح أمثل لتدمير المنشآت الروسية وإضعاف سرعة التقدم، فإن طائرات تي بي 2 خلقت أزمة وتوترًا في العلاقات بين أنقرة وموسكو إذ اعتبرها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استفزازا لبلاده، ووصفها خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في ديسمبر الماضي، بأنها تصرف ”استفزازي“ و ”مدمر“.