الرجل الطيب.. بسام السلمان

الرجل الطيب

بسام السلمان

قبل ايام زرت احدى الدوائر الحكومية، زيارة رسمية وبالعادة تكون ضيافتهم كاس شاي او فنجان قهوة واقلها يقدمون فنجان قهوة سادة والتي اظن انها لا تخلو منها اي دائرة حكومية، جلست مع المسؤول الثاني في الدائرة لمدة تزيد عن النصف ساعة لم اشرب خلالها كاسة مي فما بالكم بالقهوة او الشاي، حتى انه كان في اجاباته مختصرا وكأني به على موعد مع احد ما او لديه امر لا يريدني ان اطيل الجلوس عنده حتى ينهيه، ولان الضايفة تتطلب وقت فقد اختصرها صديقنا المسؤول الثاني بعدم سؤالي ” شو تشرب؟”

ذكرني هذا الامر بحادثة جميلة جدا عشتها في عام 2019 عندما كنا في رحلة العمرة التي نظمها موقع الرمثا نت بالتعاون مع شركة تلبية الشريك الدائم للموقع، وكنا وقتها في مكة المكرمة، كنت اجلس في غرفتي، اسكن فيها وحدي، طُرق الباب واذا برجل كريم طيب لا يزاود عليه احد في الكرم والجود، يدخل عليّ بابتسامته المعهودة، كان رفيقنا في الرحلة المرحوم محمد خالد ابو عليقه، بعد ان اطمأن عن احوالي قال لي اليوم غداك منسف، انا وانت وعبد الله وابو سامي الحمد، طبخت زوجته اطال الله بعمرها اطيب منسف رمثاوي بل هو منسف عالمي، تناولنا الغداء اربعتنا وتحدثنا في امور كثير، كان طيب المعشر ولا يُملُّ من الجلوس معه، كان خير جليس وخير رفيق في سفرنا من الرمثا الى مكة والعودة، رحمه الله وادخله فسيح جناته.

اعود الى المسؤول الثاني، ربما انه لم يكن يقصد ان لا يكون  كريما وربما ظروف دائرته تختلف عن اي مكان في العالم، وانا اتوقع لو زرته في بيته لسقاني كأس ماء ولم يقصر معي.

رحلة عام 2019 كانت من الرحلات الجميلة والطيبة كغيرها من رحلات العمرة زادها المرحوم محمد خالد ابو عليقه “ذيابات “جمالا وطيبة وجعلنا بطيب معشره ان ننسى وعثاء السفر، رحمه الله وادخله فسيح جناته.