الرئيسية / اخبار الرياضة / مباريات المونديال .. توحيد للشعوب وانتصار للقضية الفلسطينية

مباريات المونديال .. توحيد للشعوب وانتصار للقضية الفلسطينية

الرمثانت – حققت كرة القدم في مونديال قطر، وفي بضعة أيام، انتصارات عجزت عنها السياسة العربية في سنوات طويلة.

في مونديال قطر ولأول مرة، وبفضل “الساحرة المستديرة” توحدت المشاعر العربية، عندما وقفت الشعوب العربية بعيدا عن دولها ومواقفها السياسية، خلف المنتخب المغربي الذي بلغ الدور نصف النهائي في إنجاز عربي غير مسبوق.

ودغدغت انتصارات المنتخب المغربي مشاعر الوحدة العربية عند الشعوب، بعد فترة احتجاب طويلة، بسبب المستعمر الذي نجح في قتل تلك المشاعر، لتأتي انتصارات المغرب الكروية، وتحيي تلك الأحاسيس بشكل أو بآخر.

وخرج المواطن العربي وبشكل تلقائي إلى الشارع في جميع الدول العربية، بعد فوز المغرب على البرتغال في ربع نهائي مونديال قطر، احتفالا بهذا النصر الكروي الذي كشف عن تعطش الشعوب العربية لانتصارات غابت عن أجيال وأجيال من العرب والمسلمين.

المونديال لم يحي مشاعر الوحدة العربية فقط، بل انتصر أيضا للقضية الفلسطينية العادلة، عندما تفاعلت الجماهير العربية والأجنبية الحاضرة لمباريات المونديال مع القضية الفلسطينية، من خلال رفع أعلام دولة فلسطين، والهتاف لها في المدرجات، ما ساهم في إعادة هذه القضية إلى الواجهة.

بل إن الأهم في تأثير المونديال على القضية الفلسطينية، أن جماهيرا جاءت من أوروبا وأميركا الجنوبية ومن مختلف دول العالم، لم تكن تعلم ما قضية فلسطين، لتتفاجأ بهذا الزخم العربي والتركيز على رفع علم فلسطين والانتصار لقضيتها، لتبدأ بالبحث والتحري، وتخرج بنتيجة مفادها بأن إسرائيل هي من تحتل هذه الدولة العربية التي ترزخ تحت الاحتلال.

ونجح المونديال في تغيير انطباعات الكثير من الجماهير الأجنبية، التي كانت متأثرة بهيمنة اللوبي الإسرائيلي على الإعلام العالمي، الذي كان يصور الفلسطيني إرهابيا ومعتديا على الإسرائيلي، ليأتي هذا المونديال ويوضح الحقائق ويغير انطباع هؤلاء المشجعين الذين تحولت أفكارهم، بعد أن اطلعوا على الحقائق التي أظهرها المشجع العربي بشكل أو بآخر.

وعكست ظاهرة عدم قبول الشارع العربي في المونديال للإعلام الإسرائيلي، التفاف الشعوب العربية حول القضية الفلسطينية، ورفضها للاحتلال وأدواته، في مشهد عروبي قومي لم نلمسه من قبل في مواقف معينة.

ويؤكد نجم المنتخب الوطني السابق والمدرب الحالي أحمد هايل، أن خروج الشارع العربي في جميع العواصم، للاحتفال بانتصارات المنتخب المغربي، يؤكد مشاعر الوحدة العربية المخفية في صدور وجوارح الإنسان العربي، بفعل التراكمات والسياسات التي أبعدتنا عن التفكير في هذا الاتجاه.

وأشار هايل إلى أن فوز المنتخب المغربي على البرتغال، كشف عن توق الجمهور العربي لانتصارات حتى لو كانت في كرة القدم، ما يعكس قابلية المواطن العربي لوحدة عربية ما تزال في طور الأحلام حتى الآن.

ولفت هايل إلى أن الهتافات المؤيدة للقضية الفلسطينية في المونديال، وحرص الشعوب العربية على رفع العلم الفلسطيني، يشكل أيضا نصرا معنويا لقضيتنا الأولى، متمنيا أن يلتفت المجتمع الدولي لهذه القضية العادلة.

عضو مجلس إدارة نادي الحسين إربد السابق محمود الرشدان، ووالد نجم المنتخب الوطني والنادي الفيصلي نزار، أكد أن مونديال كأس العالم 2022 لعب دورا مهما في إحياء مشاعر الوحدة العربية ولو بشكل غير مباشر، عندما خرج المواطن العربي في مختلف العواصم العربية إلى الشوارع، ابتهاجا بانتصار مغربي عربي.

ولفت الرشدان إلى أن القضية الفلسطينية كان لها النصيب الأكبر في المونديال، بعدما كشفت المدرجات وشوارع قطر المكتظة بالجماهير،عن تعاطف أجنبي مع الفلسطينيين، عززه المشجع العربي بحمله لعلم فلسطين، والهتاف بالحرية لهذا البلد العربي المحتل.