الرئيسية / كتاب الموقع /  هروبا الى المسجد العمري فكان الشيخ يوسف ذيابات

 هروبا الى المسجد العمري فكان الشيخ يوسف ذيابات

 

بسام السلمان

كلما شعرت بضيق ما خاصة في صلاة الجمعة هربت إلى المسجد العمري الذي اظنه، وظني لنفسي فقط ” اظنه من المساجد الجاذبة للمصلين لصفات وهذه أيضا أشعر بها لنفسي فقط، صفات الراحة والطمأنينة والهدوء النفسي وعبق المكان وذكريات زمان ايام لم يكن في الرمثا الا المسجد العمري وعدد قليل تعد على أصابع اليد الواحدة، المهم هربت مبكرا الى المسجد العمري فكان خطيب الجمعة الشيخ يوسف ذيابات وكانت خطبته المميزة والمتميزة عن استقبال رمضان والتي لم يركز فيها على الحسنات والسيئات والعبادات في رمضان فقط وانما كان جل تركيزه على التجارة مع الله، تجارة الدنيا والاخرة، مذكرا التجار أن شهر رمضان شهر تجارة رابحة مع الله تعالى، ويجب عليهم مراعاة حاجات الناس، وعدم رفع الاسعار، والصدق والامانة، مذكرا التاجر أنه اذا صدق في بيعه بورك له في تجارته، وحشر مع الانبياء والصديقين والشهداء يوم القيامة، قال صلى الله عليه وسلم: « التاجر الصدوق الأمين مع النبيين، والصديقين، والشهداء » رواه الترمذي. فهذه تجارة رابحة مع الله تعالى، لا تقبل الخسارة، فهنيئاً لمن وفقه الله عز وجل لتفريج الكربات وقضاء حوائج الناس، والتجاوز عن المعسرين من المدينين، قال تعالى : ﴿ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة: 280، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : « كان رجلٌ يدايِنُ الناسَ ، فكان يقولُ لفتَاهُ : إذا أتيتَ مُعْسِرًا فتجاوزْ عنه، لعلَّ اللهَ أنْ يتجاوَزَ عنَّا، فلَقِيَ اللهَ، فتجاوَزَ عنْه »، وفي رواية لمسلم قال :« قالَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ: نَحْنُ أحَقُّ بذلكَ منه، تَجاوَزُوا عنْه »، فنسأل الله تعالى أن يتجاوز عنا وأن يبلغنا رمضان ونحن في صحة وعافية وفي أحسن حال، وأن يعيننا على صيامه وقيامه. .

كانت خطبة الشيخ يوسف ذيابات قصيرة لكنها  مَئِنَّةٌ مِن فقهه وحُسن اداء الخطبة والخروج منها في الوقت المناسب وطريقة عرضه بصورة لم تجعلنا نشعر بها والاستماع لها بدون تشتت، خطبة علمنا فيها كيفية استقبال شهر رمضان للعبادات والمعاملة الحسنة حتى لا يكون صيامنا على رأي القائل “جوع كلاب ” أما «جوع الكلاب»، فهو مجاز كنا نسمعه من الكبار، وهم يخصّون به أولئك الذين يمتنعون عن الطعام والشراب، لكنهم يرفثون بأقوالهم وأفعالهم، وتصرفاتهم بعيدة مسافات هائلة عن المشاعر السامية التي يُفترض أن يعيشها الصائم، بل أن بعضهم يتفوه بكلمات فيها كُفرٌ عند الغضب، ويجعل أعراض الناس علكة في فمه، ثم يواصل صيامه كأن شيئاً لم يحدث، ومنهم قاطعٌ لرحمه، ورافض لأي مبادرة للصلح مع أهل بيته أو جيرانه أو أقربائه أو أهل بلده أو زملائه في العمل الذين ربما اختلف معهم لسبب أو لآخر، يواصل عداواته وتكبره وفظاظته غير ملتفت لمعنى الصيام بشيء، فلا يناله سوى الجوع والعطش.

شكرا شيخ يوسف ذيابات على خطبتك القصيرة والرائعة والمميزة وايضا شكرا للمؤذن مروان بن الشيخ علي ذيابات الذي رفع اذان الظهر الاول والثاني واقام الصلاة بصوت لم اسمع مثله منذ مدة طويلة، والذي اتمنى ان يؤذن لصلاة الجمعة ولا يقيم صلاتها الا من كان يملك مثل هذا الصوت او قريبا منه.