الرئيسية / كتاب الموقع / يا عابدَ الحرمين

يا عابدَ الحرمين

الأستاذ الدكتور ناصر نايف اليزور
في كلِّ ليلة أحرصُ على متابعة جانبٍ مِن صلاة التراويح في المسجد الأقصى وأحرص على أن يُشاهد أبنائي شيئاً مِن هذا المشهد الفريد لتبقى جذوةُ الرباط مُتّقدة في نفوسنا وقلوبنا وأرواحنا…🤔🤔 هؤلاء المُصَلّون ليسوا كباقي المُصلّين الذين نراهم في كافة مساجد العالم الإسلامي… بل هُم قائمون صابرون مُرابطون مُجاهدون وبإذن اللهِ منصورون كما وعدهم ربّ العالمين في خواتيم سورة الصافات “وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ (173)” 🤔🤔
قبلَ يومين كنتُ أتحدّث مع الغالية أمّ قُدامة حول هذا الموضوع ونحن نُتابع جانباً مِن القيام في ساحات الأقصى؛ فقلتُ لها: هذا يُذكّرني بالرسالة والأبيات التي أرسلها العالِم العراقي الربّاني المُجاهِد، عبدُ الله بن المُبارك، لعالِم وفقيه مكة والمدينة، الفُضيل بن عياض، والذي كان يُسمّى بعابد الحرمين… حيث قال له فيها:
يا عابدَ الحَرَمينِ لوْ أبصرْتَنا
لَعلمْتَ أنّك في العبادةِ تَلْعبُ
مَنْ كان يَخْضِبُ خدَّهُ بدموعِهِ
فَنُحُورُنا بِدِمَائِنا تَتَخَضَّبُ
أو كان يُتْعِبُ خيلَهُ في باطلٍ
فخيولُنا يومَ الصَّبِيْحَةِ تَتْعبُ
ولقد أتانا مِنْ مَقالِ نبيِّنا
قَوْلٌ صحيحٌ صادقٌ لا يُكْذَبُ
لا يَسْتَوِي وغُبارُ خَيْلِ اللهِ في
أَنْفِ امرئٍ ودُخَانُ نارٍ تَلْهَبُ
هذا كتابُ اللهِ ينطِقُ بَيْنَنا
ليس الشَّهيدُ بميِّتٍ لا يُكْذَبُ
#أهل_الرباط